٨٣
المسيح والسيدة مريم العذراء. والاعتقاد سائد في غزة، بأن الاسرة سرة المقدسة قالت (1)
تحت شجرة من الجميز لا يزال الفزيون يسمونها ( جميزة صالحة ) ، وهي كائنة تجاه
القلعة القديمة وعلى بعد خمسة كيلو مترات من المدينة إلى الشمال .
٢ - ولقد دخلت المسيحية مدينة غزة في عهد الدولة الرومانية . ولكنها لم تقو على الانتشار إلا بعد تأسيس الدولة البيزنطية . ويقال إن أول من بشر فيها هو الرسول ( فيلبس (۲) ) تلميذ القديس بولس الرسول ، ثم توالى بعده الأساقفة الذين ناصبوا الوثنية . ومن أشهرهم الأستف ) سلوانوس ) ٢٨٥ للميلاد . وعلى قول انه أول أسقف ذكره التاريخ في غزة. وقد استشهد هذا مع تسعة وعشرين مسيحياً آخرين ، وكان ذلك عام ۳۱۰ . ٣١٠ ب . م وعلى عبد الملك غلاريوس . ومن هؤلاء تيموثاوس وامرأته واسكندر وفلانتينا .
٣- وفي عام ۲۹۰ الميلاد ، اشتهر القديس هيلاريون الذي ولد من أبوين وثنيين في ثافاتا بقرب غزة ، وقد درس الديانة المسيحية ، فتنصر . وصاحب القديس انطونيوس في الاسكندرية ، فتعلم منه طريقة التوحد . وانشأ منسكاً بين غزة وميوما . فكان أقدم دير اسبس في فلسطين إلى ذلك الوقت . فاهتدى بوعظه وسيرته الكثيرون من الوثنيين ، وقبائل برمتها من العرب الذين كانوا يقطنون جنوبي غزة ، والتف حوله ألفا ناسك . والذي عمده هو البطريرك الاسكندري الكسندروس . و بعد اعتماده خلع الثياب العالمية، وارتدى ثوب الرهبنة ، وباشر عمله الديني بحرارة وشوق زائد ، وسكن البرية . ولما بلغه خبر موت والديه عاد إلى بلده ، وأخذ ما تركاه ووزعه على الفقراء والمحتاجين. ثم سافر إلى أدبار الشام ، ودخل أحدها ، وصار رئيساً للدير . وقد توفى وله من العمر ثمانون سنة . وذلك في سنة ۳۳۳ م . منها عشر سنين قضاها في منزل والده ، وسبع سنين في الإسكندرية، وثلاث وستون سنة في العبادة . وقد كان ذا شهرة واسعة. ومدحه القديس يوحنا الذهبي الفم في مقالاته وباسيليوس الكبير في نسكياته .
٤ - وأما القديس بطرس الرهاوي، فقد اقيم أسقفاً على غزة في اواسط القرن
(١) أى نامت فى القائلة ، ويقال لها القياولة وهي النوم عند الظهيرة
(۲) اعمال الرسل : الاصحاح ٨ العدد ٢٦ .