-٥۳-
استولى على غزة عام ٣٣٢ ق . م ، بعد حصار طويل ، وإن حاميتها كانت مزيجاً من العرب والفرس ، وإنه قتل في ذلك الحصار عشيرة آلاف رجل جلهم من العرب.
۲ - اختلفت الآراء في مدة هذا الحصار : فمن قائل أنه دام شهرين ؛ ومن قائل أربعة شهور . ويظهر أن هذا الاختلاف في الرأي ناشيء عن الحقيقة التالية : بدأ الاسكندر حصاره في شهر اغسطس من تلك السنة (۳۳۲ ق . م ) ولكنه انسحب في شهري ايلول وتشرين أول إما بسبب الحر الشديد أو لأجل استكمال وسائل الحصار. ثم عاد فضيق الخناق عليها في شهر تشرين الثاني؛ وقد جاءها يومئذ من الناحية الجنوبية الغربية ، فاستولى عليها . ويعتقد السر فلندرس بتري أن الركام الكائن تحت المقبرة من تلك الناحية وحولها هو من بقايا غزة في ذلك العهد ، وأن شظايا الفخار المبعثرة هناك هي من بقايا ذلك العهد أيضاً.
۳ -- كانت غزة يومئذ تحت رعاية وألى أقامه فيها ملك الفرس داريوس, واسمه باتس . وكان باتس هذا خصماً عنيداً فلم يشأ أن يسلم المدينة لخصمه ، بل حنها . خاصرها الاسكندر . إلا أنه لم ينل منها في بادى، الأمر شيئاً . فغضب لذلك غضباً شديداً . وازداد غضبه عندما جرح من حربة اصابته اثناء الحصار في
منه ذكراً . إنا مكنا له في الارض وآتيناه من كل شيء سبباً . قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل لك خرجاً على أن تجعل بيننا وبينهم سداً . قال ما مكنى فيه ربي خير فأعينوني بقوة أجعل بينكم وبينهم رجماً . آتونى زبر الحديد حتى إذا ساوي بين الصدفين قال انفقوا حتى إذا جعله ناراً قال آنونى أفرغ عليه قطراً. فما استطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له تقباً . قال هذا رحمة من ربي فاذا جاء وعد ربي جمله دكاء وكان وعد ربي حقاً .. قال ابن اسحق نقلا عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان الكلاعي أن رسول الله .. صلى الله عليه وسلم سئل عن ذى القرنين فقال : « ملك مسح الأرض من تحتها بالاسباب وفي حديث عقبة ابن عامر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الرجال من اهل الكتاب سألوه عن ذى القرنين : « إن أول أمره كان غلاما من الروم ، فأعطى ملكا ، فار حتى أتي أرض مصر ، قابتني بها مدينة يقال لها الاسكندرية . . » وأما سبب تسميته ( بذى القرنين ( فقيل : إنه كان ذا ضفيرتين من شعر فسمي بهما . وقيل : إنه رأنى فى أول ملكه كانه قابض على قرنى الشمس فقص ذلك ، ففسر انه ذرت عليه الشمس ، فسمى بذلك ذا القرنين . وقيل : لانه ملك فارس والروم . وقيل : لانه كان إذا قاتل قاتل يديه وركابيه جميعاً . وفيل إنتاسمى ذا القرنين لانه كان كريم الطرفين من أمه وأبيه وهذا هو الارجح