-۳۲۸ -
يعيش فوق ذلك التل في سالف الازمان اسقف جليل القدر. ولما مات هذا الاسقف دفن هناك. فجاء المسلمون وحرفوا الكلمة فجعلوها ( منظار ) بدلا من مطران . ومن قائل : لا هذا ولا ذاك بل ان اصل هذه الكلمة (مينوتور). ومينوتور هو الملك الخرافي الجزيرة كريت الذي جاء ذكره في الاساطير القديمة . ويقال ان الفلسطينيين عندما أتوا من كريت أتوا معهم بهذا الاسم . هذا والرأي عندي ان لا هذا مصيب في رأيه ولا ذاك، وان كلمة المنظار كلمة اعتيادية جاءت من ( نظر ) . والمنطار هو المكان الذي يجلس فيه الناطور لينظر المكان ، ويرى ما حوله من السهول والوديان . ذلك لان تل المنطار أعلى تل في ذلك المكان . وليس اصلح منه للنظر والرصد في جميع السهول والتلال الواقعة حول المدينة . ومنه تستطيع أن ترى من بعد جبال الخليل والبحر الابيض المتوسط ومدينة غزة والسهول الشاسعة التي تحيط به من كل جانب . وهو أحسن موقع للتحصن وللدفاع عن غزة إذا ما هاجمها عدو من الجنوب أو الجنوب الشرقي . كما جرى لها في ايام الحرب الكبرى. إذ نشبت في السهل الكائن في جنوب التل وشرقه معارك هائلة شاب من هولها الولدان . يستقبل الغزيون عيد المنطار بالترحاب في الربيع من كل عام، ويسمونه ( موسم المنظار ) . وهم يحتفلون به احتفالا شعبياً رائعاً على النمط الذي وصفناه لك في الاسطر المتقدمة. وما حل هذا العيد مرة أو سمعت به إلا وتذكرت معه ما كان م كانوا يعبدون الرب الأكبر ( مارنا) فوق هذا عليه الغزيون في عهد الوثنية ، يوم التل . وفوق كل ذي علم عليم .
«««»»»