-٣٢٦-
الشديد الذي كاد يجتاح هذه البلاد المقدسة على اثر الحروب الصليبية . واما ( السيد هاشم ) جد الرسول الأعظم فيوسمه يبدأ في اليوم الأول من شهر ربيع الأول من كل سنة وينتهي في يوم ميلاد النبي العربي محمد المصطفى عليه الصلاة والسلام وهو اليوم الثاني عشر من الشهر المذكور. ويقتصر موسمه على إقامة معالم الزينة في المسجد المسمى باسمه ( مسجد السيد هاشم ) وهو واقع في حي الدرج وفيه قبره (۱) . فتنتصب الرايات وتزف الاعلام وتقام الاراجيح ويلعب الشبان وتتبارى الخيول المطهمة في ميدان السباق . وتقام بجانب المسجد سوق تباع فيها جميع انواع ( النقل ) والحلوى . وفي الليلة الثانية عشرة من شهر ربيع الاول يزدان جامع السيد هاشم بالانوار المختلفة فيفد الناس إليه من كل حي ويصلون فيه صلاة العشاء ثم تقرأ قصة المولد النبوي . وبعد ذلك ينفض القوم على أن يجتمعوا في صبيحة اليوم التالي في ديوان آل الحسيني وفي مقبرتهم ، فيذكرون النبي عليه الصلاة والسلام ويذكرون جده السيد هاشم ويذكرون ايضاً أحد اجداد آل الحسيني بغزة ألا . وهو المرحوم السيد أحمد محي الدين الحسيني الذي بني الجامع على عهده وبطلب . وبعد ذلك ينصرف القوم ، وبانصرافهم ينتهي هذا الموسم ، على أن يقام في مثل منه هذه الايام من السنة القادمة . · واما ( موسم المنطار ( فانه موسم مسيحي شرقي . انه نهاية صومهم . إذ انهم يفطرون من صومهم . الأحد الذي يأتي بعد خميس المنطار مباشرة. وهو العيد الكبير عندهم . ويظهر ان هذا الموسم انقلب ، مع الزمن ، إلى عيد غزي عام الطويل يوم
يشترك فيه المسلمون والمسيخيون على حد سواء . فترى الناس يفدون إلى تل المنطار وإلى السهول المنبسطة . خلفه والبساتين المنتشرة من أمامه. يأتون مرتدين أحدث من ما عندهم من ثياب، حاملين احسن ما لديهم من طعام وشراب، مرتلين أجمل ما يعرفون من اهازيج وطنية واناشيد قومية على نفس الخط الذي وصفناه لك في وادي النمل سواء بسواء . غير أنه يختلف عن وادي النمل بالشموع التي تقدم على ضريح المنطار من قبيل النذر . وفوق رأس التل المعروف بتل المنطار يجتمع الدراويش الذين ينتمون إلى الطرق المختلفة ، فينصبون حلقات الذكر ويذكرون الله كثيراً . وفي اثناء ذلك
(۱) راجع ما كتبناه عنه في الفتح الاسلامي ص ۱۱۳. وفي جوامع غزة ومساجدها.
