-٢- بهذه الروح كتبت كتابي الأول في ( القضاء بين البدو ) ، وبها أيضاً كتبت كتابي الثاني في ( تاريخ بئر السبع وقبائلها ) ، وبها لا بغيرها وضعت كتابي هذا في ( تاريخ غزة ). وليس لي من فضل فيما فعلت سوى أنني تصفحت من أجله عدداً كبيراً من الكتب والأسفار - عربية وأفرنجية - وجمعت ما تبعثر في بطون هذه الكتب والأسفار من أحاديث وأخبار، فصنفتها بعد أن محصتها ، وأوردتها حسب تاريخ حدوثها. ثم استنطقت الطلول والآثار ، وقرأت ما حدثتني به هذه عن مفاخر الآباء والأجداد وهي الصادقة فيها تحدث - . ثم وضعت في آخر الكتاب فصلا أسميته ( غزة في يومنا هذا ).
فالفضل إذا ، إن كان نمة فضل ، يرجع إلى اولئك الادباء والمؤلفين والكتاب المتقدمين الذين سبقوني في هذا المضمار ، وإلى الذين آزروني في عملي فأمدوني بصادق معونتهم وارشادهم ، وإلى أبناء غزة انفسهم الذين احبوني واحبتهم ، ووثقوا فعمروني بصادق عطفهم طيلة السنوات التي مكنتها بين ظهرانيهم . فلم أجد ما أقابلهم به سوى هذا الكتاب الذي يبحث عن تاريخهم، متمثلا بقول الشاعر العربي الكريم: لا خيل عندك تهديها ولا مال فليسعد النطق إن لم تسعد الحال هذا هو قصدي ، وتلك هي أمنيتي . فإذا كنت قد أصبت المرمى كان ذلك ما أبغي . وإلا فشفيعي في خطئى أنني ما كنت لاقترفه لو لا حبي لبلادي .والله من وراء القصد.
عارف العارف