-٢٩١-
الشرق الأدنى ولا سما في مصر. .. وكان الغزيون يستعملون الزيت للضوء والعلاج، فيدهنون به الجلد والجروح والرأس في حالة الصداع ، والصدر في حالة البرد ؛ كما يدهنون الشعر بقصد تطويله . وكانوا يقطفونه بطريقتين : اما بالصعود على سلم وقطف الحبة بعد الاخرى من الزيتون ، أو بجده جداً بعصا طويلة . وبلغ مجموع ما جني من عشر الزيتون عن غزة وما جاورها من القرى عام ۳۲۰ رومي (٩٠٤ م) ١٢٥٦٩ قرشاً تركياً . وبعضهم يقول انه بلغ في سنة من السنين ما لا يقل عن ١٥٠٠ ليرة عثمانية ذهباً . من وكان سعر الجرة من الزيت ( أي سنة ارطال ) مجيدياً تركياً ونصف مجيدي. ومعنى ذلك انه كان بامكانك ان تشتري كل اربع جرار من الزيت بجنيه من الذهب الانكليزي. وأما اليوم فأشجار الزيتون في غزة قليلة وناتجها من الزيت يكاد لا يسد ربع حاجة سكانها ، دع . عنك التصدير إلى الخارج . ذلك لأن الجيش التركي الذي كان المائة مرابطاً في غزة اثناء الحرب الكبرى (١٩١٤ - ١٩١٧) قطع ٩٥ في اشجار الزيتون ليستعمل حطبها للوقود بدلا من الفحم الحجري في تسيير القطارات. فقضى بذلك على الغابات الكثيفة من اشجار الزيتون التي كـ في كانت تحيط بغزة من كل جانب. وبعد أن كانت غزة من أشهر المدن الفلسطينية (1) بزيتها وزيتونها وصابونها أصبحت اليوم أقل هذه المدن انتاجاً من هذه الناحية . فليس في غزة اليوم مصبنة واحدة ، وقد دلت الاحصاءات التي قامت بها مصلحة الزراعة بفلسطين على أن المساحات المزروعة زيتوناً في فلسطين بلغت عام ۱۹۳۱ نصف مليون دونم وعدد أشجار الزيتون المغروسة فيها ٤,٠٥٩،٩٥٠. وهذه توزع بين المدن الفلسطينية بالنسبة الآتية :
(1) قال المستر شيشستر H. Chichester. الذي زار غزة في شهر يناير من سنة ١٨٨٤ م : « ان غزة كانت مليئة بالكروم والبساتين من جميع انواع الفاكهة وان اكثرها انتشاراً هو النخيل والزيتون . وان زيونها قديم جداً . وانه يوجد حول غزة غابات واسعة من والشرق إلى اربعة اميال ، وانه لم يكن في فلسطين كلها غابات للزيتون الزيتون تمتد من الشمال أوسع من الغابات التي كانت في غزة » .