-١٨٥-
٣٠ - ومن الولاة الأتراك الذين دانت لهم غزة بالحكم وصار لهم شأن كبير فيها ( عبد الله باشا ) . فقد اطلعت على أمر أصدره بتاريخ ( ١٢ مايس ١٢٤٧ ه - ۱۸۳۱ م ) وقع عليه بصفته ( والي صيدا ومصر والعريش وغزة والقدس ونابلس وجنين ) وكان ذلك في عهد السلطان العثماني محمودالثاني .
ويظهر أن الغزيين ثاروا على الدولة العثمانية في عهده ، واتفقوا مع عرب التياها والترابين ، وطردوا الموظف الذي نصبه متسلم غزة يومئذ حسين آغا وكيلاً على الجمرك . فأرسل إليهم كتاباً يسترضيهم فيه وينذرهم في نفس الوقت بسوء العاقبة إذا هم تمادوا في عصيانهم . ويظهر أن الذي كان يقود الثورة يومئذ رجل منهم يدعى مصطفى الكاشف •
ولقد أطلعت في ( المحفوظات الملكية المصرية ) التي نقلها الاستاذ أسد رستم على الكتاب الذي أرسله عبد الله باشا يومئذ إلى أهالي غزة ، وقد جاء فيه ما يأتي : "من عبد الله باشا إلى أهالي غزة :
"قدوة النواب المتشرعين نائب غزة هاشم حالا افندي زيد فضله ، وافتخار
العلماء الكرام المأذون بالافتاء افندي زيد عليه ، وفرع الشجرة الزكية قائمقام نقيب
السادات الأشراف افندي زيد شرفه ، وقدوة الأماثل والأقران ميرالاي زيد قدره ،
ومفاخر اقرانهم علماء وخطباء وأئمة وسائر وجوه البلدة وأرباب التكلم بوجه العموم
يحيطون علماً : طرق مسامعنا بأن بهذه الاثناء تظاهرتم بالعصيان الطرفنا ، وصار
بينكم وبين عرب التياها والترابين اتفاق . وبذلك الوقت كان افتخار الأماجد
والأعيان متسلمنا في لواء غزة والرملة ويافا ولد حالا حسين آغا زید مجده مرسل
الطرفكم وكيل من طرفه على الجمرك ، فطردتموه . وسحبتم اعناقكم من قلادة
الاطاعة . فقد استغربنا هذا الحال . كان ايالة يافا وغزة والرملة وتلك النواحي
ما لسكانه لنا ببراءة مخلدة بيدنا بمدة حياتنا . كذلك الله تعالى الحمد ما وقع عليكم ظلم
وتعدي يوجب منكم هذا الفساد الذي وقع منكم . بل أموال الميرية المرتبة من قديم
الأيام وسالف العصر والأوان وبورود جناب شيخنا الشيخ محمد افندي سكيك المحترم
لطرقنا سمحنا منها بمقدار وافر مرحمة للفقراء وتلطفاً للرعايا . وبعد هذا كله الله تعالى
الحمد عساكرنا وافية . وكما تعلمون وتتحققون أن لواء هم دائماً منصور ، ولا يمكن
يتوجهوا إلى المحل إلا والنصرة أمامهم . وربما بلغكم ما حصل في الخاسر درويش