-۱۸۲ -
جارية . منها ( عين السجان ) . التي يزداد ماؤها في فصل الشتاء ، ويقل في فصل الصيف . والمياه التي تنبع منها تجري على وجه الأرض ، ثم تغور في حفرة من الأرض . لو شرب جيش برمته من ماء هذه القرية وظل يفعل ذلك مدة عشرة أيام وعشر ليال متواصلات لما نقصت كمية المياه التي فيها . والغريب في الأمر أن ماءها لا يفيض ، ويعتقد الأهلون أنه إذا شربت الطيور والحيوانات الداجنة والوحوش من مأنها فان شعرها وويرها يزول فوراً . وأما الانسان فلا إنه ) أي الانسان ) إذا شرب من مائها يجد فيه العلاج الشافي للكثير من أوجاعه وآلامه » .
٢٤ - وفي أيام السلطان عثمان الثالث سنة ١٧٤٧ م ( ٥١١٦٨ ) حكم غزة الحاج حسين باشا مكي (١) وقد صار حاكماً فيها . ثم صار حاكماً في القدس (١١٦٩ه) وفي صيدا. ثم صار أميراً للحج ووالياً في الشام . إنه وان لم يكن شرها في جمع المال كغيره من الحكام ، إلا أنه كان بطيء الحركة . ولذلك حصل في زمنه تطاول من البولية ((۲) والقبوقول (۳ ) . وحدثت فتن لا عهد للبلاد بمثلها من قبل . وقد ظهر غلاء شديد . فضحت الرعايا ، وحصل ضيق ، واشتدت الامور . وقد اعتدى بنو صخر على الحجاج في عهده ، فهو هم وقتلوا أمير الامراء موسى باشا المعراوي وقد كان أمير الجردة ، وفر هو ( أي حسين باشا مكي ) إلى قلعة تبوك ، ومنها جاء مختفياً إلى غزة . وبقي في غزة حتى أتته رتبة الوزارة مع منصب مرعش ، فتوجه إليها . وبعد أن حكمها سنة أقيل منها ، فعاد إلى غزة . ومات فيها .
٢٥ - وقد ألم بغزة شيء من العناء اثناء الحروب التي قامت بين كبير الزيادنة
(۱) هو حسين باشا بن محمد بن الحاج محمد بن الحاج مكي المعروف بالفخر الغزى جاء في ( سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر ( أنه نشأ فى غزة ، وتوجه إلى اسلامبول مع أبيه محمد مكي عندما أخذ هذا بلاد غزة اقطاعاً له بطريق المالكانة . وبينا كان أبوه كتخدا لاسعد باشا العظم حاكم دمشق ، كان حسين باشا حاكماً في غزة . راجع ما كتبناه عنه في الجزء الثانى الذي خصصناه لتاريخ عائلات غزة ورجالها الأقدمين.
(۲) الجند الوطني.
(۳) الحرس المحلي