-١٧٤ -
شخصاً من امرائه يقال له ( علي بك ) وصحبته جماعة من العثمانية لأجل اصلاح الآبار في طريق غزة ، وتنظيف الطرق من الوعر . وبعد أن استكمل تدابيره هذه غادر القاهرة . وكان ذلك في اواخر شهر ربيع الأول سنة ٩٢٣ للهجرة .
١٦- وفي اثناء رجوعه إلى القسطنطينية عرج السلطان سليم على غزة ، فمكث بها يوماً أو بعض أيام. ورأى وهو فيها ما لها من الأهمية التجارية والعسكرية، فأقام عليها نائب الشام سابقاً وقائد الجيش الذي كان خار به بالأمس الأمير جان بردي الغزالي . ثم أقامه نائباً عنه في الشام . وجعل له التحدث من غزة إلى الشام واعمالها ، يولي من يختار ويعزل من يختار.
۱۷ - وفي ذهاب السلطان سليم إلى مصر وعودته منها قاسي (1) أهل البلاد من اعتداء
كثيراً . فقطع الأجناد الأشجار ، ورعوا الزروع ، واخرجوا الناس
من بيوتهم في البلاد التي احتلوها فكان الضرر عظيماً.
۱۸ - ولما توفى السلطان سليم شاه تولى السلطنة ابنه السلطان سليمان القانوني .
وكان ذلك عام ١٥٠٥ للميلاد ( ٩٢٦ ه ) . وقد انشغل هذا بفتوحاته الواسعة
وحروبه الكثيرة حتى أنه لم يجد الوقت الكافي للعناية (٢) بأية ناحية من أنحاء
بلاده . بل اكتفى بأن تضرب السكة وأن تقام الخطبة باسمه . ولم تنل غزة في عهده
شيء من الإصلاح ، ولا عمر جانباً من الخراب الذي أصابها من الجند في عهد أبيه.
ويظهر أن الاستياء كان قد شمل البلاد بسبب هذا الاعمال من جهة ، وانشغال السلطان سلمان بفتوحاته من جهة اخرى ؛ فتار نائب الشام ( جان بردي الغزالي ( ) على الدولة . وأرسل كتاباً إلى ملك الامراء خاير بك يقول له فيه : ( تسلطن أنت بمصر ، واستمر أنا بالشام ، واحكم من الفرات إلى غزة ، ونطرد هذه العثمانية عن مملكة مصر ) . فأطلع خاير بك السلطان سليمان على هذه المؤامرة . فأرسل إليه هذا تجريدة نحو ١٤ ألف . وظل يحاربه ، حتى تغلب عليه . فانكسر جنده ، وقتل هو ؛ وخلع ملك الامراء على (قره موسى ( أحد أمراء بني عثمان ، وقرره في نيابة غزة . فسافر إليها هذا في الحال ، وتسلم أمورها .
(۱) خطط الشام (۲)خطط الشام