تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
١٦٧
والأهم من هذا كله الحروب العديدة التي كان يثيرها المماليك ضد بعضهم البعض . فقد كانت الجيوش تجتاز غزة وتعسكر فيها في كل حرب وقعت سواء أتاها المهاجمون ر في طريقهم إلى الشام ، أو من الشام في طريقهم إلى مصر . إذ كانت غزة محطة الرحال ، ونقطة الاتصال . وانها كانت المخفر الامامي لكلا الجانبين . وهي فضلاً ذلك محطة التموين من حيث الأكل والشرب واللحوم والخضار وما إلى ذلك ذلك لانها على طرف البادية . ولا بد للجيش من أن يقضي فيها ردحاً من الزمن بقصد التموين والتأهب للحرب ، فذاقت غزة من جراء هذه الحروب والفتن الأمرين. وكم كانت في غنى عن أن تكون مركزاً لنائب السلطان ، وإن شئت فقل في غنى أن تكون عاصمة السلطان نفسه ، من أن تذوق المرارة التي وصفناها لك في عن عن الأسطر المتقدمة .