١٤٦
وفي ٦٧٩ هـ توجه السلطان الملك المنصور قلاوون من مصر إلى البلاد الشامية
يريد لقاء التتر . فسار إلى غزة ، وفيها وافاه من كان في البلاد الشامية من عاكر
مصر. وقدم عليه ايضاً طائفة من امراء سنقر فأكرمهم . ومكث في غزة حتى
اليوم العاشر من شهر شعبان. وفي هذه الاثناء (۱) جاءته الأخبار قائلة ان التر رجعوا
إلى بلادهم . فرجع إلى القاهرة .
ثم جاءت الأخبار برجوع التر إلى حلب . خرج السلطان إليهم ثانياً ، وجد في السير ، فتلاقى معهم عند ( المرج الأصفر ) ٦٨٠ه فكان النصر حليفه . • وفي سنة ٦٨٠ هـ ثار العشير (٢) ، ونهبوا مدينة غزة ، وقتلوا خلقاً كثيراً وعتوا في الأرض فساداً ، فأرسل السلطان المقاتلتهم جيشاً من الشام بقيادة الأمير علاء الدين ايدكين الفخري، وآخر من القاهرة بقيادة الأمير شمس الدين سنقر البدوي ؛ وأدبهم .
وفي شهر رجب من سنة ٦٨٠ ه ثار العشير مرة اخرى ، ونهبوا نابلس ، وقتلوا عدداً كبيراً من سكانها ، فركب الأمير علاء الدين ايدكين الفخري من غزة ، وقبض على جماعة منهم ، وشنق اثنين وثلاثين من أكابرهم ، وسجن كثيراً منهم بصفد . ثم أقام الأمير علاء الدين ايدغدي الصرخدي نائباً على البلاد الغزية والساحلية لردع العشران. وقد أمر السلطان قلاوون ايضاً بأن يكون الأمير علم الدين سنجر الدواداري شاداً و مديراً من غزة إلى الفرات .
وقد مر السلطان قلاوون بغزة بعد ذلك مرتين : مرة في طريقه من الشام إلى مصر ، وذلك في يوم الخميس الموافق ۱۳ شعبان ٦٨٠ه ؛ واخرى في النصف من جمادى الاولى في طريقه من مصر إلى بلاد الشام .
وفي يوم الخميس، الخامس من شهر ربيع الأول من سنة ٦٨٢ ه (۳) يوليو ۱۲۸۳ (م) جرت الهدنة بين السلطان الملك المنصور قلاوون وبين الحكام الفرنج بعكا، ومدتها عشر سنين وعشرة أشهر وعشرة أيام وعشر ساعات : على أن يكون للسلطان الملك المنصور وولده جميع البلاد التي في عملكهما وتحت حكمهما
(١) تاريخ مصر لابن اياس
.
(۲) إسم يطلق على البدو