-١٣٩-
ولما وصل هؤلاء إلى غزة اضطربت الدولة ، وقامت قيامة الامراء والمماليك الموجودين في مصر ، وأخذوا يتهيأون للحرب . وكان على رأس المماليك الذين جاءوا من مصر الملك المعز ايبك ، والأمير حسام الدين أبو علي ، والأمير فارس الدين اقطاي الجمدار ، وعدد كبير من العسكر الترك. فكان النصر في هذه الموقعة بادىء ذي بدء حليف الشاميين ، ثم صار للمصريين. وتمزق أهل الشام كل ممزق .
۱۰ - وفي ١٧ من ذي الحجة ٦٤٨ هـ سار الأمير فارس الدين اقطاي الجمدار من القاهرة في ۳۰۰۰ إلى غزة ، واستولى عليها .
١١ - وفي سنة ٦٤٩ هـ سير الملك الناصر عسكراً من دمشق إلى غزة ليقيموا بها ، فأقاموا على ( تل العجول ) . خرج المعز إيبك، ومعه الأشرف موسى والفارس اقطاي وسائر البحرية ، ونزل بالصالحية . فأقام العسكر المصري بأرض السامح قريباً من العباسة ، والعسكر الشامي قريباً من غزة سنتين ، وترددت بينهما الرسل . ۱٢ - وفي سنة ٦٥٠ هـ قدم من بغداد الشيخ نجم الدين عبد الله بن محمد بن الحسن بن أبي سعد البادرائي رسولا من الخليفة للاصلاح بين الملك المعز ايبك والملك الناصر . فأراد الناصر أن تقام له الخطبة بديار مصر ، فلم يرض الملك المعز ؛ وزاد بأن طلب أن يكون بيده -مع مصر- من غزة إلى عقبة فيق.
١٣ - وفي نفس السنة ( ٥٦٥٠ ) وردت الأخبار بأن منكوخان ملك التتر سير أخاه هولاكو لأخذ العراق ، وانه فتح قماً كبيراً من تلك البلاد ، وان التتر قتلوا الشيوخ والعجائز ، وساقوا النساء والصبيان .
فعزل الملك المعز عندئذ الملك الأشرف موسى ، وانفرد بالسلطنة ، واستولى على الخزائن ، وفرض الضرائب . ثم رتب مملوكه الأمير سيف الدين قطز نائباً للسلطنة في مصر ، وأخذ يتأهب لمقاتلة الملك الناصر.
وانتهت السنة والملك المعز مع عساكره بالسانع ، وعساكر الشام بغزة ، والملك الناصر مقيم بدمشق ، والملك المغيث عمر بالكرك .
١٤ - وفي سنة ٥٦٥١ تقرر الصلح بين الملك المعز ايبك صاحب مصر ، وبين الملك الناصر صاحب دمشق بسفارة الأمير نجم الدين البادرائي : على أن يكون للمصريين إلى الاردن ، وللناصر ما وراء ذلك ؛ وان يدخل فما للمصريين غزة والقدس و نابلس والساحل كله.