-۱۳۷-
ه - وقد صفا الزمان للملك العادل (۱) فأصبح ملك الشام ومصر معاً ، وخضع له أولاد أخيه صلاح الدين ( ۱۲ رجب ٥٦٣٥ ) ، إلا ابن عمه الناصر داود . فقد خرج هذا عن طاعته، وسار من الكرك، فاستولى على السواحل ، وعلى غزة (٥٦٣٥) وخطب لنفسه فيها . ثم تخالف الملك الصالح نجم الدين : على أن تكون ديار مع الشام والشرق له ) أي للناصر ) ، وديار مصر للصالح. ولما وصل الخبر إلى الملك العادل انزعج . فأمر بخروج الدهليز السلطاني والعساكر . وكتب إلى الصالح عماد الدين أن يخرج من دمشق بعساكره ، خرج . وخاف الملك الصالح والملك التقاء عساكر مصر والشام عليهما . فرجعا من غزة إلى نابلس ومنها الناصر من سارا إلى الكرك ليتحصنا فيها .
وكاد الملك العادل يتغلب على الاثنين معاً ، لو لا أنه وقع نفور شديد بينه وبين امرأته ، بسبب سوء تدبيره ؛ فتآمروا على خلعه ، وخلعوه . فصفا للملك الناصر والملك الصالح الجو ، واقتسما البلاد كما تحالفا . غير أنهما عادا فاختلفا . وجرت وقعة بين أمراء الملك الصالح أيوب المقيمين في غزة وبين الناصر ، كسر فيها أصحاب الملك الصالح . ولكنهما عادا فاصطلحا ، ورحل الناصر عن غزة.
٦ - وفي سنة ٦٣٩ هـ قدم الأمير ركن الدين الطون بغا الهيجاوي من القاهرة إلى دمشق . وكان الملك الصالح نجم الدين قد بعثه في شهر رمضان إلى الناصر داود؛ ليصلح بينه وبين الملك الجواد ، حتى يبقى على طاعة الملك الصالح نجم الدين . فلما وصل إلى غزة هرب إلى دمشق ، وأخذ معه جماعة من العسكر ؛ ولحق الجواد بالفرنج ، وأقام عندهم .
۷- ثم اصطلحت الحال بين السلطان الملك الصالح نجم الدين أيوب ، وبين المنصور صاحب حمص ، والناصر صاحب حلب ، واتفقت كلتهم . فبعث السلطان إلى الناصر صاحب حلب رسالة (٢) طلب فيها منه تسليم الصالح اسماعيل ، فلم يجب إلى تسليمه . وأخرج السلطان عسكراً كبيراً قدم عليه الأمير فخر الدين يوسف بن
(۱) سيف الدين ابو بكر بن ايوب أخو صلاح الدين . وقد اشترك معه في أكثر فتوحاته ، ولا سيما في حصار عقلان وغزة (۲) إن الذي حمل تلك الرسالة هو بهاء الدين زهير الكاتب الشاخر المشهور .