-۱۲۷-
غزة في عهد الدولة السلجوقية. الدولة السلجوقية ، دولة تركمانية جاءت من الشرق ؛ لتقضي على الدولة الفاطمية العربية عندما دب في هذه الضعف ، ونزل بها الهرم . والسلجوقيون ينسبون إلى سلجوق من صغار امراء الترك في ارجاء بخارى . انهم أصل الترك الثمانيين ، وهم ينقسمون إلى عدة فروع . وقد استولوا على العراق والجزيرة ، ثم على الشام والحجاز والمن . واعتنقوا الدين الإسلامي، وخدموا الخلفاء من بني العباس . وهم على جانب عظيم من الشجاعة والفروسية .
۲ - ازدادت شوكة السلجوقيين في عهد مليكهم ( السلطان آلب ارسلان محمد بن داود بن ميكائيل بن سلجوق ) . فسار هذا بجيوشه إلى الشام . وافتتح الرملة والقدس . وملك ما يجاور ذلك ما عدا غزة وعسقلان . وفي هذه البلاد التي افتتحها كان يخطب باسم بني العباس .
٣- ولما مات ورثه ( ملکشاه بن آلب ارسلان ) فتغلب هذا على الشام ( ٥٤٦٥ ) . ثم سار إلى مصر ليفتحها ( ٤٦٩ هـ ) ولكنه رجع خائبا.
٤ - يظهر أن اندحار ملكشاه هذا ، وفشله في فتح مصر أهاج الشام عليه. خرجوا عليه ، وأعادوا خطبة صاحب مصر ) الخليفة العلوي ) في جميع الشام .ففتك بهم . وأغار على أهل القدس ، قهب أموالهم ، وسبي نساءهم ، واستعبد احرارهم ، وقتل منهم ثلاثة آلاف انسان . ثم سار إلى الرملة ، فلم يجد فيها أحداً . ثم جاء إلى غزة ، فقتل كل من كان فيها ، ولم يدع بها عيناً تطرف.
٥- لم ينقطع أمل الفاطميين من ملك الشام بعد أن قطعت خطبتهم من أهم
مدنها . فبعثوا عام ٤٨٣ ٥ جيشاً من مصر فتحوا به صور وصيدا وعكا وجبيل
وفي عام ٤٩٠ هـ قدم على الافضل بمصر الرسل من عند غير الملوك ( رضوان بن
تقش ) صاحب انطاكية يبدون له الطاعة.
٦-و بينما كان النزاع بينهم وبين الفاطميين قائماً - السلاجقة يميلون إلى الخلافة العباسية والفاطميون إلى الخلافة العلوية - جاء الصليبيون . فافتتحوا بمجيئهم عهداً جديداً هو الذي سنذكره في الفصل التالي .