الادب والفنون
يعالج كبار ادباء العرب اليوم البحث في الأدب على الطريقة التحليلية العلمية ،لذلك تجد ابحاثهم ممتعة ملمة باطراف الموضوع ، تهدي المطالع الى حقائق ملموسة . والمقال التالي الذي اتحف الحرية به أحد زعماء المذهب الادبي الجديد في مصر الأستاذ المازني مثال واضح لتلك الطريقة
![](http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/8/8e/Ibrahim_al-Mazini%2Cportrait.jpg/220px-Ibrahim_al-Mazini%2Cportrait.jpg)
زارني ذات يوم شاب ازهري النشأة لا تنسجم البذلة الافرنجية على جسمه ولا يعتدل الطربوش على رأسه . وكان يحمل تحت « إبطه » كراسة مما يستعمل التلاميذ في المدارس ، محشوة بكلام كثير في الشعر عامة والشعر الوصفي خاصة . وما هو الا أن جلس حتى استأذنني في قراءة ما كتب في كراسته ولم يكد يفعل حتى قلت لنفسي انه لم يغير شيئاً حين غير ثيابه وأبدل ز يه . ولم يزد على أن كرر بعبارة تعتورها الركاكة ما كتبه«ابن رشيق، وأضرابه بلغة جزلة . ولست أدري لماذا عنيت بأن أبين له ان ماسمعت من كلامه لا يؤدي الى شيء تطمئن اليه النفس ويسكن اليه العقل . ولكن الذي ادويه هو أن ظنه أن الادب شيء يستطيع المرء ان يخبط فيه خبط العشواء ،فاذا وفق كان التوفيق عفواً ، وأنه ليس هناك مقاييس عامة ولا محك يعول عليه – أقول أن هذا الظن صدمني فأنشأت اشرح له خطأه وأريه ان هناك على الاقل جدا مقياساً عاماً وميزاناً لا يكاد يغل شهيرة وان ثم شيئا اسمه الحدود الطبيعية