إفادة العوام لذلك وضعنا كتابنا هذا المسمى « بسائط العلوم » على اسلوب
يفهمه سواد القراء الذين لا يتيسر لهم الوقت للانهماك في المطالعة الدقيقـة
ولا تسنح لهم الفرص للانكباب على درس المباحث الخاصة . ولكنهم راغبون
رغبة العاقل في تتبع سير العلوم والفنون التي تعمل بلا إنقطاع على تجدد العالم
إن الانسان ليفخر بتاريخ الفوز الذي تم للعلم الحديث . فهذا العلم يعلمن لنا اسرار النجوم النائية في ارجاء الفضاء ويحلل العناصر التي تتركب منها جواهر الاجسام . فقد مكننا العلم الحديث من تعيين الاوقات التي تظهر فيها المذنبات والتنبؤ بأنواع النقف التي تفقس من البيض ، وكذلك ازاح النقاب عن نواميس الرياح الثائرة من مهابها واعاد العافية الى الابدان التي هدمت الامراض والاسقام دعائم صحتها . وكما كان العلم دليل كولمبس ؟ مسكشف اميركة هكذا نراه دليلنا الامين في اسفارنا لاستكشاف والمجديدة والسيطرة عليها بالعقل . لان المعرفة تبصر والتبصر قوة .
إن فكرة نشوء الكائنات وارتقائها قد أثرت في جميع العلوم حتى جعلتنا نعتقد ان لكل مخلوق من المخلوقات تاريخاً . وقد قطعنا شوطاً بعيداً في هذا المضمار منذ ايام تشارلس دارون صاحب نظرية النشوء والارتقاء . فالنظام الشمسي والارضي وسلاسل الجبال ومتسمات البحار والصخور والبلورات والنباتات والحيوانات ، وحتى الانسان نفسه وانظمة مجتمعه عينها ، نتيجة سير طويل في سبيل التكون . فتعرف اليوم نحواً من ثمانين عنصراً من العناصر الكماوية على ارضنا هذه . وتجرأ الآن على القول بأن هذه العناصر وليدة نشوء الجمـاد الذي نسميه والنشوء غير الآلي » ( norganie @rolution ) فقد تولد العنصر الواحد من العنصر الآخر ، واذا تتبعنا تاريخ هذا التوالد انتهينا إلى مادة ابتدائية في اصل هذه