انتقل إلى المحتوى

صفحة:-1925قواعد التحديث من فنون مصطلح الحديث - جمال الدين القاسمي.djvu/13

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الإسلام من الأئمة المستقلين أو المنتسبين الى المذاهب المتبعة في الأمصار المعتمدة عند أهلها، وأقلها للمشهورين عند عوام القراء ومقلدة العمائم بالعلم والعرفان ، أو بالولاية والكشف والالهام . لهذا تجد فيه كل فئة من القراء ما تنتقد عليه نقله ، من حيث تجد فيه كل فئة ما تعتمد ممن تقبل علمه ورأيه.

وأما المؤلف فغرضه من هذا وذاك ، أن تنتفع بكتابه كل فئة من هذه الفئات ، فأهل البصيرة والاستدلال يزدادون علما ونوراً بما اختاره لهم من كتب الأئمة وعلماء الاستقلال ، ولا يضرهم ما لا يوثق به من أقوال المقلدين ومدعي الكشف والإلهام ، ولكن الذين يقدسون هؤلاء يجدون من أقوالهم ونقولهم وكشفهم أنهم يتفقون مع الآخرين على أن أصل هذا الدين « الاسلام » الاساسي المقدس المعصوم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه هو كتاب الله وكلامه القرآن العظير ويليه مـا بينه للناس بأمره من سنة رسوله خاتم النبيين ، التي تواترت أو اشتهرت عنه بعمل الصحابة والتابعين وأئمة الأمصار ، ويليها ما صح عند هؤلاء الأئمة من حديثه صلى الله عليه وسلم المروي" بنقل الثقات ، وما دون هذا من الاخبار والآثار التي اختلف الحفاظ في أسانيدها أو استشكل فقهاؤهم متونها ، فهو محل اجتهاد .

ويجد قارىء هذا الكتاب من أقوال أصناف العلماء فيه ما لعله لا يجده مجموعاً في غيره ، وإني أورد نموذجا من مباحثه وطريقته في نقوله :

المذاهب في الضعيف و المرسل والموقوف

من أهم هذه المباحث : أقوال المحدثين في معنى الحديث الضعيف الذي وقع الاختلاف في العمل به ، فاستحبه بعضهم في فضائل الاعمال ، والأخذ به في المناقب . ومن فروع هذا الاختلاف أن الضعيف في جامع الترمذي دون الضعيف في مسند أحمد ، فيقبل من ضعاف المسند ما لا يقبل من ضعاف الترمذي لأنها تساوي الحسان فيه .

ومنها : الاحتجاج بالحديث المرسل واختلاف المذاهب فيه ، واستثناء الجمهور مراسيل