تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ٢٥٠ – الذي يدعونا إلى محاربتها واستئصالها ؛ إذ نحن لانحاربها وهي معدومة غير مكروهة الوجـود
هو الهوى إذن نقص في طبيعة الإنسان تميز به بين المخلوقات لأنه طريقة إلى التمام . فلانرميه ولا ندخره ، ولكننا تتناوله بضاعة للاستبدال كلما تسنى لنا أن نبدل به بعض الصواب وهوى واحد لا يصلح ثمنا مقبولا في هذه التجارة . ولكن خمسة أهواء متقابلات هي أصلح الأثمان للمقايضة فيهـا ، فليس أقمن بأضعاف الهوى من تعدد الأهواء . أيشقينا ذلك التبديل والاستبدال ؟ لامراء . . . ولكن من الذي قال إننا خلقنا لنسعد ؟ ومن الذي قال إن السعادة في استئصال الأهواء ؟ لم يقل ذلك أحد ؛ و إن قاله لم يحفله سامع ولم تزل دنياه ماضية في شقائها وسعادتها وهواها .