٤
ثم حمل عليه فصرعه فلما أبطأ على دُرَيْد بعث فارسًا لينظر ما صنعا فوجدهما صريعين ونظر إليه يقود ظعينته ويجرُّ رمحه فقال للظعينة: اقصدي نحو البيوت ثم أقبل عليه فقال:
ثم حمل عليه وصرعه وانكسر رمحه وارتاب دريد فظن أنهم قد أخذوا الظعينة وقتلوا الرجل فلحق دريد ربيعة وقدَدنا من الحي ووجد أصحابه مقتولين، فقال له: أيها الفارس، إن مثلك لا يقتل، ولا أرى معك رمحًا والخيل ثائرة بأصحابك فدونك هذا الرمح؛ فإني منصرف إلى أصحابي ومثبِّطهم عنك فانصرف إلى أصحابه، وقال: إن فارس الظعينة قد حماها وقتل أصحابكم وانتزع رمحي ولا مطمع لكم فيه فانصرف القوم فقال دريد في ذلك:
ما إن رأيت ولا سمعت بمثله
حامي الظعينة فارسًا لم يقتل
أرْدَى فوارس لم يكونوا نَهْزهُ
ثم استمر كأنه لم يفعل3
متهللا تبدو أسِرَّةُ وجْهِهِ
مثل الحسام جلَتْهُ كفّ الصَّيقل4
وترى الفوارس من مهابة رمحه
مثل البُغَاثِ خَشِينَ وقْع الأجدَل5
يزُجِي ظعينتَه ويسحب رمحه
متوجِّهًا يمناه نحو المنزل
يا ليت شعري من أبوه وأمه
يا صاح من يك مثلَه لا يجهل