انتقل إلى المحتوى

صفحة:موسيقى (1905) - جبران خليل جبران.djvu/15

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
(١٥)

القابلة والاقارب باغاني الفرح متاهلين باناشيد الابتهاج والحبور. يحييهم عندما يرى النور بالبكاء والعويل فيجيبونه بالتهليل والهتاف كانهم يسابقون بالموسيقي الزمان على افهامه الحكمة الالهية.

وإذا ما بكى الرضيع اقتربت منه والدته وغنت بصوتها الموسيقي المملوء رقةً وحنواً فيكف عن البكاء ويرتاح لالحان امه المتجسمة من الشفقة وينام. وفي الحان الوالدة ونغمتها قوة توعز الى الكرى ليغمض اجفان طفلها. وتشارك تلك الالحان السكينة بهدوها فتزيدها حلاوة وتمحورهبتها وتملاءها سحراً من انفاس الامِّ الحنونة حتى يتغلب الرضيع على الارق وينام وتطير نفسه الى عالم الارواح. ولا ينام الطفل لو تكلمت الوالدة بلسان شيشرون او قرأت من الفارض.

ينتقي الرجل شريكة حياته وتتحد نفساهها برباط الزواج متممين وصية كتبتها الحكمة منذ البدء على