١٢
تسير الموسيقى امام العساكر الى الحرب فتجدد عزيمة حميتهم وتقويهم على الكفاح وكالجاذبية تجمع شتاتهم وتؤَلف منهم صفوفاً لا تنفرق. ما سارت الشعراء امام الكتائب الى ساحات القتال موطن المنية لا ولا الخطباء. ما رافقتهم الاقلام والكتب بل مشت امامهم الموسيقى كقائد عظيم يبثُّ باجسامهم الواهنة قوة تفوق الوصف وحمية تنبه في قلوبهم حب الانتصار فيغالبون الجوع والعطش وتعب المسير ويدافعون بكلما في اجسادهم من القوة ووراءَها يسيرون بفرح وطرب و يتبعون الموت الى ارض العدو المبغوضة. كذا يستخدم أبن آدم اقدس ما في الكون لتعميم شرور الكون.
الموسيقى رفيقة الراعي في وحدتهِ وهو ان جلس على صخرة في وسط قطيعهِ نفخ بشبابته الحاناً تعرفها نعاجه فترعى الاعشاب آمنة. والشبابة عند الراعي كصديق