أحداً قبل بإشارته وان أطلقه قبل بمشاورته وإن عدل قالوامن السلطان وان ظلم قالوا من فعل الوزير ورضا الناس غابة لا تدرك فيصبح الوزير و نفسه في تعب وليه متوزع وفكره بعيد وهمه عظيم ودينه متثلم والخوف مطیف به والامن عازب عنه والعافية موهومة والسلامة مظنونة والسهر غالب عليه والناس في أمورهم وهو فيشغل شاغل لا تصفهم الرعية يريدون منهم سيرة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ولا يسيرون فيهم سيرة رعية ابي بكر وعمر رضى الله تعالى عنهما
- الباب الثالث فيمن يصلح للوزارة )*
إعلم أنه لا يصلح للوزارة ولا يستأهل للرئاسة الا إمرؤا راض نفسه وهذبها ومارس الأمور وجربها وخالط العلماء واقتبس منهم وعرف غوائل الامور وغور الاشياء وأنصف من نفسه وانتصف ولم يعتسف وعلم أنه إنما استوزر لاجل الرعية خاصة وما ريدت الرعية له كالراعى احتيج إليه لاجل الشياء وليست الشياء مطلوبة لاجل الراعي والطييب مطلوب لأجل المريض والمريض ليس بمطلوب لاجل الطبيب فالوزيراستؤجر بنوابه الجنة الفردوس يحفظ الاسلام والمسلمين كالراعي استؤجر يحفظ الأغنام فهذا الرئيس استؤجر لاجل الانام فالراعي اذا حفظ الشياء استحق الاجرة وانضيعها يؤخذ الغرامة ويحبس في سجن الملامة كذلك الوزير والرئيس اذا حفظا المسلمين استحقا الأجرة ونالا السعادة وان ضيعا خسر الدنيا والآخرة يقال له ياراعي السوء اكلت السمين وتركت الضعيف الهزيل لأنتقمن منك فمن أوصاف الوزير ان يكون عالما بالله تبارك وتعالى وبصفاته حتي يعرف الحق من الباطل ومها أن يهدب احلافه حتي بهذب الرعية فمن لا يقدر على مصلحة نفسه كيف يصاح غير ممثاله السراج اذا لم يكن مضيئا في نفسه لا يضي البيت ومنها ان يقرا