انتقل إلى المحتوى

صفحة:مفيد العلوم ومبيد الهموم.pdf/26

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

فان قلت انك مدع واذا آلى الامر الى الدعاوى استوى كل طائع وغاوي فأقول ما أبين الصبح لذي عينين وان الرحيل أحد اليومين والدليل عليه أن معرفة الله تعالى واحية بالآيات المتقدمة والسعادة في اليقين والدنيا فهي فتنة الدين وما سواء فضلال مبين فما ذا بعد الحق الا الضلال فاني تصرفون واعلم ان الواجب اشتقاقه من السقوط واللزوم يقال وجب الحائط ادا سقط وحده في الشرع المنقول وقضية المعقوله مايستوجب اللزوم والعقاب بتركه وحد النظر هو فكر القلب وتأمله في حال المنظور فيه وأقمت الدليل على ان قاعدة الدين هو النظر لأن المسلمين من لدن آدم عليه الصلاة والسلام الى منقرض العالم اذا نزلت بهم نازلة برجعون الى النظر والفكر سواء كان في أمر الدين أو الدنيا ويقول بعضهم لبعض أنظروا وتفكروا ولا يقولون اسمعوا وتفيدوا خلافا لما يدعيه الباطنية الضلال والملاحدة الجهال وقال تعالى هل عندكم من علم ولم يقل من معلم وقال هاتوا برهانكم ولم يقل معصومكم و بركاتكم وقال اذ أمسهم طيف من الشيطان تذكروا ولم يقبل بسمو او قال عرابي مبين ولم يقل سبشي فعرفت ان الدين بالحجة والبرهان دون التقليد الذي هو عصا العميان والعقلاء بتصهم وقصصهم ينظرون في أمر الدين والدنيا لمعرفة الصالح من الماسد والسار من الصار فلولا أنه طريق واضح ومنهج لائح لما فزعوا اليه

فالناس كيس من أن تدحوار جلا
حتى بروا عنده آثار احسان

فان قيل ياناصر الدين وفارس المتقين لقد شعيت علني وأزحت غنني فمن الموجب الله تعالى أو رسوله صلى الله عليه وسلم أو العقل ففي هذا مزلة شهر الأقدام ومدحض الاقوام فاقول

ابا هند فلا تعجل علينا
وأنظرنا نخبرك اليقينا