٦
ونقل أن بعض الملوك نظر إلى ملكه فأعجبه ذلك فقال: إنه الملك لولا أنه هالك وإنه لسرور لولا أنه غرور وأنه ليوم لو كان يوثق بغده فأبلغ العظات النظر إلى محل الأموات فعواقب الأمور فوات وكلنا يا صدر الرؤساء أسراء العبر والممات والمنزل الذي يستوي فيه العبيد والسادات انظروا يمنة ثم اعطفوا يسرة هل ترون أحدًا من الرجال والنساء أخذ قبالة البقاء بخطوط مسابح السماء.
(هذا) وقد ساقني تقدير الله إلى جمع كتاب وتهذيب علم وترتيب قواعد وترصيع عبارات وإيراد إشارات هو ذخيرة السلطان ويتيمة الزمان ونزهة الاخوان من قال جامع سفيان فقد صدق ومن قال نادرة الزمان فما أغرب فلا غرو وللشمس أن تشرق وللبدر أن يتألق يغازل فيه الشاميون العراقيين وينافس به العراقيين الخراسانيون وكل به متنافسون ولذلك فليتنافس المتنافسون عمري من كان له هذا الكتاب لا يضيق صدره أبدًا ويعرف به قواعد الشرع وقانون الممالك ونصرة المذهب ورد الخصم وتذكر الآخرة وقاعدة العدل وعاقبة الأمور ونذير