انتقل إلى المحتوى

صفحة:مفيد العلوم ومبيد الهموم.pdf/196

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۱۸۰ شعر آخر دخلنا الدنيا منطرين وعشنا متحيرين وخرجنا كارهين ومن كتب الدنيا على جور حكمها * فأيامه محفوفة بالصائب فالدار دار قامة ومنزل رحلة مقاساة المكاره في الدنيا ضروري شعر ومن عادة الايام اندرونها * اذا سر منها جانبساء جانب هي الضلع الموجاء است تقيمها * وكيف لا والآدمي من دخلها في هدم عمره و نقصان رزقه لا يتنفس فيها نفسا الا بمقصان من بدنه رؤي بعض الكبار وفى يده كاس دواء يتجرعها فقيل كيف أصبحت فقال أصبحت في دار اليايات أدفع الآفات بالآيات من الذي أذاقته الدنيا كاس حلاوة ولم تجرعه كاسات هموم وغموم وفي الخبر أنطينة آدم عليه الصلاة والسلام أمطر عليها تسعاً وثلاثين سنة مطر من المحن والبليات وسنة واحدة رحمة فذلك اشارة وتنبيه ان أولاده ما لم يتجرعوا أربعين غصة لم يروا راحة یا ساداتي واخواني أول العمر مره وآخره عبرة ولما أراد الله أن يودع الخضر فقال يأخي أوصفى فقال ياموسي في كل شي خلقه الله بركة سوي خلة واحدة لأبركة فيها البتة وهي أعمار العباد في كل ساعة تقفي وتنقص حتى تتلاشي شعر قماش نوم والمنية يقظة * والمستعز ما لديه الأحمق غيره موسم سليم فالعيش حلم والمنية يقظة * والمرء بينهما خيال ساري فيجب على العاقل أن يوطن نفسه على مصائبها ولا ينافس في زخارفها ويدارى أهلها ويمارى قومها شعر دنيا تغر فكي منها على حذر * فالعمر مأوي مخافات وآفات فان الله محنة فيقول ذلك تقدير العزيز العليم وان أصابته بلمية فيقول سنة الله التي دخلت في عباده وان أحاطت به المكاره فيقول قد بلى فيها