VSA نزع الايمان ولها أسباب كثيرة ولكن أخوفها وأصعبها شيئان اثنان أحدها بدعة مترسخة في القلب متشنة في جوانب الصدر ينقضى عليها طول الدهر ومدة العمر يعتقد أنها حق فاذا هي باطلة فاذا كشف لصاحبها في وقت الموت وكشف له القناع تبين من بكى ممن تباكي ويظهر له ان ما اعتقده كان باطلا وان ما تركه وهجره كان حقا فينشي عليه زوال الايمان والثاني ان يكون ايمانه ضعيفا ومحبة الدنيا غالية على قلبه ومحبة الله ورسوله ضعيفة في قلبه فاذا ورأى أنه مسكوب من جميع الشهوات ممنوع سائر اللذات قهرا ويحمل الى دار لا رغبة له فيها و يذوق شرابا لم يذقه فيكره جميع ذلك ويكره الموت ويكره أمر الله وأمر رسوله ويكره مقارنة الدنيا والموت حينئذ يخاف عليه نزع الايمان فكيف يكون ضعيف الايمان باأشعري قلت الإيمان كالشجرة وأغصانها الأعمال فاذا أفسد الاغصان وجفت تفسد الشجرة لا محالة في الامر ان جبريل وميكائيل يكيا بكاء شديداً عظما فأوحي الله تعالى الهما مالكما تبكيان أليس قد أمتكما قالا لي واكنا لا تأمن مكرك فقال الله تعالى هكذا كونا لا تأمنا مكري ياهذا ومن الذي أعطي له الأمان هذا عزازيل بعد عيادة سبعة آلاف سنة قدامن وهجر وهذاهاروت وماروت قد علقا يعذبان وهذا عزيز عوتب فقيل له لو واجعت فيسر انقدر لأمحون أسمك من ديوان الأشياء وهذا سليان ابتلى وهذا عيسى قد افتتن بسيه وهذا داود قد ابتلى وبلعام ويرسيسا قد اشتهر شأنهما وهذا محمد صلى الله عليه وسلم قدعوتب فالعبد اذا عشق الدنيا واعرض عن أمر الله صفحا فاذا إلى فراق الدنيا يكره رؤية داعي الله ويكره الموت فتغلب علية الشقوة فيخسر خسرانا مينا والله موفق دعی
صفحة:مفيد العلوم ومبيد الهموم.pdf/164
المظهر