وصيته وكان قد تخصص فى العلوم الطبيعية بأوربا وبرع فيها ونال فيها أرقى الأجازات وكان رحمه الله عالماً فاضلا بحاثاً متقناً وله أبحاث قيمة في علم الديدان نشرت في أوربا و فى مصر ثم انصرف الى علم النبات حتى أتقنه وكان من المبرزين فيه وكان موفقاً في تدريسه هذه العلوم بالمدرسة الطبية مشوقاً إلى سماع دروسه حتى أفاد تلاميذه أحسن إفادة وقد ألف من الكتب الممتعة كتاب علم الحيوان اللافقرية طبع على الحجر كما كان شائعاً فى مصر فى هذا العصر سنة ١٨٨٦ م ۱۳۰۳ هـ وكتاب مختصر تركيب أعضاء النبات ووظائفها طبع كذلك على الحجر سنة ١٨٨٧ م ۱۳۰٤ هـ وله جملة أبحاث علمية قيمة أخرى باللغات الفرنسية والانكليزية نشرت فى باريس وفى القاهرة وكلفته الحكومة المصرية بمهام علمية كبرى قام بها خير قيام ومنها بحثه فى توليد أنواع الدخان والتنباك بمصر مع زميل له اسمه يعقوب افندى مما جمل الخديوى اسماعيل باشا على عقد النية على إرساله الى كوبا لهذا الغرض وكان ذلك قبل خلع الخديوى اسماعيل بقليل فلم يتم ذلك وقد اكتشف دودة القطن سنة ۱۸۷۹م ووصف طريقة إبادتها ولم تتبع آراؤه وكان رحمه الله بارعاً في التصوير وفى أشياء أخرى . عثمان بن محمد بن يحيى بن محمد بن منظور القيسى من أهل مالقه يكنى أبا عمر ويعرف بابن منظور - الأستاذ القاضي من بيت بي منظور الاشبيليين أحد بيوت الأندلس المعمور بالنباهة كان رحمه الله تعالى صدراً في علماء بلده أستاذاً تعاً مع أهل النظر والاجتهاد والتحقيق ثاقب الذهن أصيل البحث مضطلعاً بالمشكلات مشاركا في فنون من فقه وعربية برز فيها إلى أصول وقراآت وطب ومنطق قرأ على الأستاذ أبي عبد الله بن الفخار وغيره من العلماء وكان متبحراً في المسائل وقيد بخطه الكثير واجتهد وصنف وأقرأ ببلده فعظم به الانتفاع وولى القضاء بمواضع عديدة وتوفى قاضياً وله شعر مفيد وله تأليف منها تقييد حسن في الفرائض سماه بغية المباحث فى معرفة مقدمات الموارث وآخر في
صفحة:معجم الأطباء (1942) -أحمد عيسى.pdf/297
المظهر