الحروف الهجائية
لا اتعرض هنا للكلام عن اساليب تعليم الحروف الهجائية. فاني سأتكلم عنها في كتاب «اساليب التعليم» الذي سيظهر بعد حين. وسيكون الكتاب الأول من كتب القراءة التي اشتغل بوضعها الان مبنيا على احدث تلك الاساليب .. ولا للكلام عن مخارج هذه الحروف وقسمتها الى طوائف كالحروف المهموسة، والمجهورة، والشديدة، والرخوة والمتوسطة، والمطبقة، والمنفتحة، والمستعلية، والمستقلة او المنخفضة؟ وغير ذلك مما تكفل به علم الصرف والتجويد. ولا غنى لمن يتولون تدريس اللغة العربية في الفصول الابتدائية عن معرفته ومراعاته اقامة للفظ على الوجه الصحيح .. ولا للكلام عن صور هذه الحروف وكيفية تركيبها خطاً، مما وفاه حقه كثيرون منهم «القلقشندي» في كتابه صبح الاعشى» ولا غنى لاساتذة الخط ولمن يضعون كتباً للقراءة عن الاستبصار به .. ولكنني سأقتصر على ثلاثة ابحاث أخرى: في الأول اتكلم عن الحروف الهجائية العربية نفسها، وفي الثاني اقابلها بغيرها واذكر بعض مزاياها. وفي الثالث اتكلم عن تاريخها و الاطوار التي مرت بها الى ان وصلت الى صورتها الحاضرة.
القيت هذه المحاضرة في الجامعة المصرية في شهر فبراير من سنة ۱۹۲۱ ولم تنشر.