انتقل إلى المحتوى

صفحة:مطالعات في اللغة والأدب ـ خليل السكاكيني.pdf/18

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
— ١٥ —

عمل الفعل والدلالة عليه ولعمرو وظيفتان قبول اثر الفعل والدلالة عليه فلانهما يشتركان في الدلالة على الفعل خروجه من الاول ووقوعه على الثاني فهما مهمان لا يستغني الواحد عن الآخر اذ لا يكون ضارب بدون مضروب ، ولكن لان الاول عمل الفعل فهو قوي ولان الثاني وقع عليه الفعل فهو ضعيف، فهما يتساويان في الاهميه وأو لم يكن غير هذا الاعتبار لكان كلاهما عمدة ، ولكن لانهما يختلفان في القوة والضعف وجب ان ينظر اليهما باعتبار هذا الاختلاف فالقوي منهما نعتبره عمدة لقوته وليس لاهميته ، واذا حذف الضارب وبقى المضروب لم يبق دليل آخر على وقوع الفعل غيره. ولانه الدليل الوحيد فانه يكتسب أهمية فينظر اليه باعتبارها ونعده عمدة ويسقط عنه اعتبار الضعف . لاننا انما نظرنا اليه باعتبار الضعف لوجود قوي بازائه فاذا ذهب القوي لم تبق حاجة الى هذا الاعتبار وسمي نائب فاعل لانه ناب عنه في الدلالة على الفعل وليس في عمله ... وقد يكون فضلة إما لضعفه بالنسبة الى غيره كعمراً في قولنا ضرب زيد عمراً وان كان مثل زيد في الاهمية كما قدمنا ، واما لكثرة دورانه في الكلام كالحال نحو جاء زيد راكباً . والظرف نحو جاء زيد صباحاً وغير ذلك من المنصوبات .. فاذا كان الاسم عمدة اخذ العلامة القوية الاعرابية للتناسب بين اهمية الكلمة في الجملة أوقوتها وبين قوة العلامة الأعرابية ، واذا كان فضلة اختاروا له العلامة الخفيفة ولعلهم راعوا في ذلك الخفة لكثرة دوران الفضلة في الكلام .. واما ما يسمى في اصطلاح النحاة مشتر كا بينهما فأختاروا له العلامة الثقيلة لقلة دوراته على اللسان . والذي يلوح لنا إنه لم يكن للاسم في الاصل الا حالتان عمدة وفضلة ، او رفع ونصب ، وان الحالة الثالثة اي حالة