٤٦ مقالة في معانى العقل ليفعل وفي استنباط ما هو شر ليجتنب هو تعقل فهؤلاء انما يعنون بالعقل المعنى الكلي ما يعنيه ارسطاطاليس بالتعقل وأما من سمى معونة عاقلا فانه أراد به جودة الروية في استنباط ما ينبغي أن يؤثر أو يجتنب على الاطلاق وهؤلاء متى وقفوا في أمر معونة أو امثاله بأن يراجعوا فيمن هو عاقل عندهم هل يسمون بهذا الاسم من كان شريراً وكان يستعمل جودة رويته فيما هو عندهم شر توقفوا وامتنعوا من تسميته عاقلا فاذا سئلوا عمن يستعمل جودة رويته في فعل الشر هل يسمى داهياً أو ما كراً أو ما أشبه هذه الاسماء لم يمنعوه هذا الاسم فمن قول هؤلاء يلزم أيضاً أن يكون العاقل انما يكون عاقلا مع جودة رويته اذا كان فاضلا يستعمل جودة رويته في الافعال الفضيلة لتفعل وفى الافعال الرذيلة لتجتنب وهذا هو المتعقل فالجمهور لما كانوا فيما يعنونه بهذا الاسم طائفتين .. طائفة تعطي من قبل نفسها أن العاقل ليس يكون عاقلا مالم يكن له دين وان الشرير وان بلغ في جودة الروية في استنباط الشرور ما بلغ لم يسموه عاقلاء . والطائفة الاخرى التي تسى الانسان لجودة رويته فيما ينبغي أن يفعل بالجملة عاقلا فانها متى روجعت فيمن هو شرير ولهم جودة روية فيما ينبغي أن يفعل من شر هل يسمونه عاقلا توقفوا وامتنعوا صار مرجع الجمهور بأسرهم فما يعنونه بالعاقل الى معني المتعقل ومعنى التعقل عند ارسطو طاليس هو جودة الروية في استنباط ما ينبغي أن يفعل من أفعال الفضيلة في حين ما يفعل وعارضه واذا كان مع ذلك فاضلا
صفحة:مجموعة فلسفة أبي نصر الفارابي.pdf/84
المظهر