انتقل إلى المحتوى

صفحة:مجموعة فلسفة أبي نصر الفارابي.pdf/79

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ا في كتاب ما بعد الطبيعة ٤١ ونحن نريد أن نشير الى الغرض الذى فيه والى الذي يشتمل عليه كل مقالة منه فنقول ان العلوم منها جزئية ومنها كلية والعلوم الجزئية هي التي موضوعاتها بعض الموجودات أو بعض الموهومات ويختص نظرها باعراضها الخاصة لها مثل علم الطبيعة فانه ينظر في بعض الموجودات وهو الجسم من جهة ما يتحرك ويتغير ويسكن عن الحركة ومن جهة ماله مبادى ذلك ولواحقه وعلم الهندسة ينظر في المقادير من جهة ما تقبل الكيفيات الخاصة بها والاضافات الواقعة فيها في مباديه ولواحقه ومن جهة ما هو كذلك وكذلك علم الحساب في العدد وعلم الطب في الابدان الانسانية من جهة ماتصح وتمرض وغير ذلك من العلوم الجزئية وليس لشيء منها النظر فيما يهم جميع الموجودات وأما العلم الكلي فهو الذي ينظر في التيء العام لجميع الموجودات مثل الوجود والوحدة وفي أنواعه ولواحقه وفي الاشياء التي لا تعرض بالتخصيص لشيء شيء من موضوعات العلوم الجزئية مثل التقدم والتأخر والقوة والفعل والتام والناقص ومايجري مجرى هذه وفي المبدأ المشترك لجميع الموجودات وهو الشيء الذي ينبغي أن يسمى باسم الله جل جلاله وينبغي أن يكون العلم الكلي علماً واحدا فانه لو كان علمان كليان لكان اكل واحد منهما موضوع خاص والعلم الذي له موضوع خاص وليس يشتمل على موضوع علم آخر هو علم جزئي فكلا العلمين جزئيان وهذا خلف فاذا العلم الكلي واحد فينبغي أن يكون العلم الالهي