عدا والمسلمون أوفر منهم ثراء وأكثر سخاء ( كما قلنا من قبل) وأوقا فهم
الخيرية أوسع من أوقافهم . أيها المصريون قد سنحت لكم الفرصة فلا
تضيعوها ، وفتحت لكم أبواب العناية وماعليكم الا أن تلجوها، ان الزمان
لكم بالمرصاد فيوشك أن يعارضكم غداً بما يعرض عنه اليوم ، وان يمنعكم
بعد حين ما يمنحكم الآن ، فبادروا الزمان، قبل فوات الامكان ، وتعاونوا
على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان
نهضة مسلمي المهند
أول من نهض لنشر التعليم وتعميم التربية في مسلمي الهند هو الرجل العظيم (السيد أحمد خان) مؤسس مدرسة دار العلوم الشرقية الكبرى»
نظر هذا الرجل المجدد في شؤون بلاده فرأى أن الوثنيين قد سبقوا المسلمين في العلوم والمعارف والعمل والكسب وفي نتائجها من الثروة الواسعة، والعزة الرافعة ، وسائر ما أسأره (أبقاه) الانكليز لاهل تلك البلاد من سلطة ومنفعة ، رأى هذا كما يراه كثيرون من أهل البصيرة ولكن أشعة بصره تخطت المعلولات الى العلل ، وانتقلت من العلل الى كشف علاج الامراض التي منت أفكار المسلمين بالسكون، وألسنتهم بالسكوت وأيديهم بالشلل ، وأرجلهم بالقزل ، حتى باتوا بلا علم ولا عمل - نظر نظرة حكيم ، فاهتدى الى الصراط المستقيم، وما هو الا تعميم التربية والتعليم ، كم من عالم لا يعمل بعلمه ، وكأين من طبيب لا ينفع مريضاً