الاقتداء بسلطانهم الاعظم وخديويهم المعظم في هذا الامر الذي هو كل أمر والله الموفق
مجمل الاحوال السياسية
لم تر عاماً كثرت مشاكله السياسية كهذا العام . فانا نرى خلل الرماد وميض نار ويوشك ان يكون لها ضرام في الشرق والغرب فيه العالم القديم والعالم الجديد
ففي مياه الصين تجمع الاساطيل الاوربية وتتكاثف تكاتف النيوم قبل نزول الصواعق . وفي أفريقيا تزحف الجنود وتنسابق الحملات اليه اعالي النيل تسابق خيل الطراد. و في الهند قد سقيت الأرض بدم الانسان وسمدتها فضلات النسور والعقبان من جثث القتلى فأخرجت في هذا الربيع بنتاً خصباً . وفي كوبا وراء الاوقيانوس العظيم قد صارت الحرب بين الاسبان والاميركان قاب قوسين أو أدنى . وفي كريت لا يزال السيف مصلنا والاخوة العثمانيون يفني بعضهم بعضاء وفي النمسا استفعل الخلاف بين المناصر المختلفة فصار البعض يتوقعون انتشار عقد الرفافي وسقوط تلك المملكة العظيمة. وفي ايطاليا وسيسيا ساد الجوع الر غلاء الخبز وقلة الاعمال فئار الشعب ينهب الأفران مقتحماً حراب البوليس و هجمت النساء صارخات طالبات لهن ولا ولا دهن خبزاً .اما في فرنسا فقد مرت الزوبعة السياسية مرور الزوابع الطبيعية على اعشاب الارض تعبت بها ولا تبر ضرراً