وان السواد الأعظم من الامة قد ثار حابلهم على نابلهم ، وهضم مفضولهم حقوق فاضلهم، فاصبحوا ومطامح انتظار هم انتقاد الحكومة المحلية، ومطارح افكارهم المداوات الشخصية، ولا يديرون ألحاظهم، أو يعيرون التفاتهم لما وراء الغميزة والازراء الاماكان من نكتة هزلية، أو رواية غرامية، فاذار أو الجريدة تفند أكثر أقوالهم ، وتنعي على اسرافهم في أمرهم ، وتسجل عليهم التقصير في العمل المفيد عمارة بلادهم، بل التشمير للعمل على خراب أوطانهم، أو تسليمها لايدي الاخيار ، من المهطعين للاستعمار ، يوشك ان يلفظوها لفظ النوى ويضربوا بها عرض الحائط ، لكني وطنت النفس على الاقتناع بموازرة الكرام، ومعاضدة الاخيار، نعم ان الكرام قليل ورجاؤنا ان يكونوا آخذين في النمو لما تقتضيه حالة العصر ويزعج الامة اليه موقفها الحرج، وبالله المستعان وعليه التكلان ، « ومن يتوكل على الله فهو حسبه ان الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا »،
اصطلاحات كتاب العصر
من القضايا المسلمة انه لا مشاحة في الاصطلاح ولا مندوحة عن مراعاة ما يتواطؤ عليه الجمهور ومجاراة الناس على ما يصطلحون عليه في کل زمان ومكان . وقد انطلقت ألسنة أهل هذا العصر وجرت أقلامهم بالفاظ يريدون بها من المعاني غير ما تدل عليه في أصل اللغة أو في عرف المصور السالفة ولهم الفاظ أخرى جاء تهم من الفنون الحادثة والاكتشافات الجديدة والكثير منها مما لم تستعمله العرب فرأينا ان نشرح في صحيفتنا هذه