الحصون والقلاع الاندلسية ، وفي عملية إجلاء ستة ملايين مسلم من الاندلس وتشريدهم في سائر بلدان سواحل البحر الابيض المتوسط.
خامساً – احتدام حركة هدم البنية الاسلامية من الداخل عن طريق الانقسامات الفئوية؛ والتحزّبات العنصرية والتجمعات الاقليمية، والخلافات المذهبية وأخيراً عن طريق تشجيع الحركات الباطنية بشق اشكالها وصورها ومضامينها، وتأثير هذه الحركة على مسار الدعوة الاسلامية.
سادساً – تشجيع التجزئة الادارية في ساحة الدولة الاسلامية، ودعم حركات الانفصال والاستقلال تحت ستار القومية تارة والشعوبية تارة اخرى. حتى أصبحت الأمة خاضعة للعديد من الدويلات، التي يناصب بعضها العداء لبعض.
سابعاً – شل الدعوة الى الاسلام كنظام حكم وأسلوب حياة، ونمط عيش وتعايش، وسجن هـذه الدعوة ضمن جدران المسجد، وتقزيم مفهوم الدين بحيث لا يتجاوز نطاق العبادة والتعبد الشخصيين فقط.
ثامنا – التخلف العام، عن ركب الحضارة الحديثة، وعدم متابعة النهضة العلمية في ميدان العلوم الطبيعية والصناعات وسائر مرافق الحياة.
هذه هي، في رأينا أمهات الاسباب التي تكوّنت منها عناصر السؤال المرير: لماذا تأخر المسلمون ؟ ولقد واجه الأمير شکیب ارسلان، رحمه الله وأجزل ثوابه، هذا السؤال بشجاعة وحكمة وعلم؛ ونسج له جواباً جامعاً ضمنه خلاصة علمه، وزبدة تجربته، وعنوان درايته؛ ولا أحد ينكر فضل أمير البيان في التصدي للجواب عن السؤال المرير، ولا أحد يتجاهل مفاعيل رسالة الأمير شكيب وتأثيراتها الايجابية في حياة الأمة الاسلامية.
إلا أن السؤال، بكل أسى وأسف، ما برح مطروحاً بالحاح، ومــا