وثقل الثمانين عاماً، فلم تطل مقاومته وعجزت يد البشر وأقبلت يد القدر في 9 كانون اول سنة ١٩٤٦.
وكان آخر ما قاله للاستاذ عبد الله المشنوق ، حينما التقى به قبل موته بأيام: أحمد الله عز وجل الذي سهل لي ان أفارق الحياة على أرض هذا الوطن الذي أحببته، وانا سعيد ان ادفن في تربة طاهرة لا ترفرف فوقها راية اجنبية، وانا سعيد ان ألاقي وجه ربي الكريم، فأعيد هذه الامانة الى بارئها بعد أن تحققت احلام طفولتي في هـذه الجامعة العربية حرسها الله وسأخبر رفاقي في الجهاد بأن تضحياتهم لم تكن عبثاً.
ونحدرت من عيني الأمير دمعتان، ونهض واقفاً وجذب يد الاستاذ المشنوق وقال له: لي وصية واحدة أود ان أوصي بها، فهل تعدني بأن تنقلها الى العالم العربي بعد وفاتي ؟
فأجابه: لك العمر الطويل ان شاء الله.
فقال شكيب لا بل تعدني بنقل الوصية. قال: نعم.
وهنا طوقه شكيب بذراعيه المرتجفتين وقال بصوت كادت تخنقه العبارات: أوصيكم بفلسطين.
لماذا تأخر المسلمون:
قصة الرسالة: عرف العالم الاسلامي «شكيب ارسلان» أميراً للبيــان ولسانا ينقل بصفاء ودقة كلمة الاسلام، وجندياً على اجل العربية والعروبة، وذلك من خلال مقالاته ومؤلفاته ومساجلاته وترجماته وتحقيقاته، واشرأبت اليه الاعناق في كل معضلة، وافتقده المصلحون الاجتماعيون، والزعماء