انتقل إلى المحتوى

صفحة:لماذا تأخر المسلمون.pdf/162

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

وليس بضروري أن يكون صاحب الحاجة عالماً بعملها حتى يكون عالماً بالاحتياج اليها . قال لي مرة حكيم الشرق السيد جمال الدين الأفغاني : • إن الوالد الشفيق يكون من أجهل الجهلاء ، فإذا مرض ابنه اختار له أحذق الأطباء ، وعلم ان هناك شيئاً نافعاً هو العلم لا يعلم هو شيئاً منه ، ولكنه يعلم بسائق حرصه على حياة ابنه أنه ضروري » ولم يكن محمد علي عالماً وربما كان أمياً ، ولكنه بعث مصر من العدم إلى الموجود في زمن قصير ، وصيرها في زمانه من الدول العظام بسائق هذا العلم الأعلى الذي هو العقل السليم والارادة ، وهو الذي يبعث صاحبه الى التفتيش عن العلوم وحمل الأمة عليها فالمسلمون يمكنهم إذا أرادوا بعث العزائم وعملوا بما حرضهم عليه كتابهم أن يبلغوا مبالغ الاوروبيين والامريكيين واليابانيين من العلم والارتقاء ، وأن يبقوا على إسلامهم كما بقي أولئك على أديانهم ، بل هم أولى بذلك وأحرى ، فان أولئك رجال ونحن رجال ، وإنما الذي يعوزنا الاعمال ، وإنما الذي يضرنا هو التشاؤم والاستخذاء وانقطاع الآمال . فلننفض غبار اليأس ولنتقدم الى الأمام، ولنعلم أننا بالغو كل أمنية بالعمل والدأب والاقدام ، وتحقيق شروط الإيمان التي في القرآن : وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ المُحْسِنِينَ (1) لوزان ۱۱ نوفمبر سنة ۱۹۳۰ . (1) العنكبوت : ٦٩ . شکیب ارسلان د تم الجواب ،

172

١٦٤