انتقل إلى المحتوى

صفحة:لماذا تأخر المسلمون.pdf/155

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

تعال مؤيد من أيده ناصر من نصره يحث على العمل ويكافىء العامل وبكره البأس ويقول لعباده : وجم وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُونَ ر (1) وقد سرت بشرى الأمان الذي شمل البلاد المقدسة الحجازية فعمت اقطار الإسلام وأثلجت صدور أبنائه وارتفعت عن الحجاز تلك المعرة التي طالما لها المسلمون وذلك بقوة ارادة الملك عبد العزيز بن سعود والتزامه حدود الشرع ولكن ليس هذا كل شيء وقد بقيت حاجات في الصدور فلم يزل يعوز الحجاز وسائل كثيرة الراحة والهناء من قبيل الاصلاحات المادية العمرانية التي يتوق اليها الحجاج ولا يجدونها وهي اصلاحات عصرية لا طاقة للحجاز بها مع قلة الوارد الى بيت المال وازدياد الخرج على الدخل وايضاً مع استئثار اكثر بلاد المسلمين بأوقاف الحرمين الشريفين وعدم استعمالها فيما وقفت عليه • وقد كان يتحتم على العالم الإسلامي ان يشاطر منذ زمن طويل في إزاحة هذه العلل المادية التي يعتذر الحجاز بحق عن أن يقوم بها وحده لا سيما ان الحرمين الشريفين ليسا للعرب وحدهم بل لجميع المسلمين فلم تزل هذه المسألة موضوع الأماني ومتجه الآمال والناس ينتظرون فيها الابتداء بعمل من الأعمال الى أن عقدت مصر عزيمتها على هذا الأمر الذي تعتبر مصر جد أمينة بأن تطلع به وبأن تكون فيه السباقة والقدوة لغيرها. ولم يطلق على مصر لقب ( كنانة الله في أرضه » عبنا بل هي من قديم الدهر موئل الحجاز وانبار المسنتين من أهله ، وحسبك ما قامت به مصر

(١) الحجر : من الاية ٥٦

١٥٧