وتحدثهم بذلك في الأندية والمجامع ونشرهم هذه الافتراءات في المجلات والجرائد ، وقولهم ان الشجرة تعرف من ثمارها وان حالة العالم الإسلامي الحاضرة هي نتيجة جمود الإسلام ، وتحجر القرآن . كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إلا كذباً ) . وحسبك ان المسيو سان ( المقيم الافرنسي السامي ) في المغرب ينشر في العدد الأخير من ) مجلة الأحياء ( الافرنسية مقالة يتكلم فيها على يقظة المغرب بعد ) ليل الإسلام ) ! هكذا تعبيره . فان كان تأخر إحدى الممالك الإسلامية حقبة من الدهر يجب أن يقال فيه ) ليل الاسلام ) فكم كان ليل النصرانية طويلا عندما بقيت أوروبة المسيحية زهاء الف سنة وهي في حالة الهمجية أو ما يقرب من الهمجية . إن إدخال الأديان في هذا المعترك وجعلها هي وحدها معيار الترقي والتردي ليس من النصفة في شيء . اما الاسلام فلا جدال في كونه هو سبب نهضة العرب وفتوحاتهم المدهشة مما أجمع على الاعتراف به المؤرخون شرقا وغرباً ولكنه لم يكن سبب انحطاطهم فيما بعد كما يزعم المفترون الذين لا غرض لهم سوى نشر الثقافة الأوروبية بين المسلمين دون ثقافة الإسلام وبسط سيادة أوروبة على بلدانهم بل كان السبب في تردي المسلمين هو انهم اكتفوا في آخر الأمر من الإسلام بمجرد الإسم والحال ان الإسلام اسم وفعل
(1) الكهف : من الآية . .