كلاهما لا يصلح ان يكون حذاء لمحمد (١) ، يرى ان محمد بلغ من الاصلاح ما لم يبلغا ادناه ، مع اعتقاد الكثير ان مذهبها كان فجر أنوار أوروبا (٢) وألحق الذي لا يرتاب فيه أن النصرانية نفسها لم تكن هي المسؤولة عن جهالة الافرنج المسيحيين مدة الف سنة في القرون الوسطى بل للمسيحية الفضل في تهذيب برابرة أوروبا . وهؤلاء اليابانيون هم وثنيون، ومنهم من هم على مذهب بوذا، ومنهم من يقال لهم طاويون، وكثيرون منهم يتبعون الحكيم الصيني كنفوشيوس. ولقد مضى عليهم نحو الفي سنة ولم تكن لهم هذه المدنية الباهرة ولا هذه القوة والمكانة بين الأمم . ثم نهض اليابان من نحو ستين سنة وترقوا وعزوا وغلظ أمرهم وعلا قدرهم وصاروا الى ما صاروا اليه ولم يبرحوا وثنيين . فلا كانت الوثنية إذا سبب تأخرهم الماضي ولا هي سبب تقدمهم الحاضر، وقد تقاوت اليابان والروسيا وتحاربتا فتغلبت اليابان على روسيا مع ان (۱) ذكر فولتير هذه الجملة أمام البرنس سيندورف النموي الذي صار فيها بعد رئياً لوزراء سلطنة النمسة وعندما دخل بونابرت فيينا كان هذا البرنس هو رئيس الحكومة فيها وكان تقله هذه الجملة عن فولتير في أيام شبابه عندما اجتمع به في سويسرة فقيدها في مذكراته المحفوظة في خزانة كتب فيينا وعنها نقلتها جريدة الطان ونحن نقلناها عنها (ش) (٢) ونحن نعتقد هذا وكان شيخنا الاستاذ الامام واذكياء مريديه كعد باشا زغلول يعتقدونه ولكن بمعنى سلي وهو ان هذا المذهب اضعف حجر الكنيسة على العقول البشرية وتقييدها بتعاليمها وفهمها للدين ورأيها في الدنيا، وكان سبب هذا المذهب ما سري الى اوروبة عقب الحروب الصليبية بمعاشرة المسلمين من استقلال العقل في فهم الدين وعدم سيطرة أحد عليهم فيه كما بينه شيخنا في كتاب الاسلام والنصرانية ( ر ) .
۱۳۰