انتقل إلى المحتوى

صفحة:كتاب لسان غصن لبنان في انتقاد العربية العصرية.pdf/9

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
﴿٦﴾

فاذا نظرنا الى ايام الجاهلية واقوالهم نرى فيها كلامًا يستهجنه ابناء هذا الزمان ولكن يستأنس به عصرهم وان ملأوا الدفاتر باوصاف اباعرهم وشياههم وحبائبهم فلا غرو لانه لم يكن عندهم غير هذه المواضيع يقلبون فيها كلامهم كيف شاؤوا وحروب متصلة تشغل افكارهم عن ذكر سواها ووحوش كاسرة تنقاد الى وصفها افكارهم غير اننا نحن في عصر سلس ليّن رائق ذكي قد احاط علما بامور بديعة واحوال مفيدة ‪ .‬فيطلب ما يناسبه من هذا الفن فيسيغه ‪ .‬وينفر مما يخالفطبعه فيمجه . فالسهولة والظرافة والانسجام مع السلاسة والايضاح والايجاز وما اشبه ذلك من محسنات الالفاظ والمعاني هى الان المحور الذي بدور عليه دولاب الانشاء والبضاعة الرائجة في سوق الادباء‬

‫وساباشر ان شاء اللّه نشر بعض ملاحظات بشأْن الاساليب التي‬ ‫يتتبعها بعض كتاب بلادنا وما يقع لهم وهم لا يشعرون من الخطإِ‬ في العربية والترجمة من كل وجه راجيًا اسبال ذيل المعذرة عن تجاسري هذا . لاني لشدة تضايقي قلت من جملة قصيدة اذكر حالة الشعر في هذه الايام:

وقد كنت غادرت القريض لانه
تشعَّث في ايدٍ اناملها صفرُ

(والصفر هنا النحاس الاصفر) واما من جهة الاعتساف في المنثورات فاقول ما قلت من جملة قصيدة اخرى «ولكن هنا ضاق النطاق على الخصر»


اوجه الانتقاد

‫ان مدار بحثنا في هذا الباب على ثلاث قضايا اولية يتفرع منها غيرها‬