انتقل إلى المحتوى

صفحة:كتاب لسان غصن لبنان في انتقاد العربية العصرية.pdf/2

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
تقدمة الكتاب

خدمةً لسادة العلماء الافاضل في الجامع الازهر

‫حمدًا لمن انزل على نبيه الكتاب عربيًّا صريحًا‪ .‬فلم يدع‬ ‫لغيره كلامًا يُعدّ معهُ فصيحًا‪ .‬فكان منارًا يهتدي بهِ كل من نطق‬ بالضاد وخط بالقلم‪ .‬ودستورًا يُعتمد عليه ويُرجع اليه بين‬ العرب والعجم‬

‫اما بعد ايها السادة ‬الافاضل ‪ .‬ونخبة العلماء الاماثل ‪.‬‬ فان بيدكم زمام‬ هذه المطية التي لا تذل الَّا لاهلها ‪ .‬وبيضة‬ الخدر التي لا تصلح الا لبعلها ‪ .‬هذه اللغة التي شرفها اللّٰه على سائر‬ ‫اللغات ‪ .‬اذ اختارها‬ مباءَةً‬ لآياته البينات ‪ .‬فاودع فيها من‬ الاسرار· ما تقف دون كشفهِ بدائه الافكار ‪ .‬اسرار لا ندرك‬ بطريق الاقتباس ‪ .‬كما لا يغني عن الشمس النبراس ‪ .‬فقلَّ‬ ‫من عاد يلذُّ بجنی فوائدها ‪ .‬بعد كثرة المتطفلين على موائدها.‬‬ فيتجشمون خوض بحر ليس له قرار ‪ .‬ليلتقطوا من الدرر الاحجار. متلجلجين‬ على غير هدى‬ بين‬ تياراتها. ‬فياتون بكل لقيطة‬ من عباراتها ‪ .‬وهذا مما تأباه السجية العربية ‪ .‬والغيرة الادبية ‪.‬‬