تغلب مقتلة عظيمة وفي هذا اليوم اسر الحرث مهلهلا وهو لا يعرفه فقال له : دلني على عدي وأنا أخلي عنك فقال له المهلهل : عليك عهد الله بذلك ان دللتك عليه قال : نعم . قال : فانا عدي فجزّ ناصيته وتركه واستمرّت الحرب بين الحيين دهرا طويلا وفني معظمهم الى ان قام في الصلح عمر و بن هند ملك العراق . وقيل بل كان المصلح بينهم الحرث بن عمرو بن معاوية الكندي . وقيل ايضا الحرث بن عوف المرّي . وآل امر المهلهل الى ان خرج الى اخواله من بني يشكر ضجرا من الحرب وتطاول المدة واقام بين اظهرهم الى ان مات وقيل قتل وكان سبب قتله كما ذكر ابن الكلبي انه أسنّ وخرف وكان له عبدان يخدمانه فملّا منه وخرج بهما يريد سفرا فاناخا به في بعض الفلوات وعزما على قتله فلما عرف ذلك كتب بسكين على رحيل ناقته هذا البيت وقيل في بعض الروايات انه أوصاهما ان يقولاه لولديه ( من الكامل ) :
ثم قتلاه ورجعا الى قومه فقالا: مات . وانشداهما قوله ففكر بعض ولده وقال : ان مهلهلا لايقول هذا الشعر الذي لامعنى له وانما أراد أن يقول :
فضربوا العبدين فاقرّا بقتله فقتلا به وكان ذلك سنة ٥٠٠م وللمهلهل ديوان شعر ذكره الحاج خليفة في كتاب كشف الظنون وهو اوّل شاعر جمع له ديوان . قال ابن نباتة وشعر المهلهل من اعلى طبقات المتقدّمين فمن ذلك قوله يخاطب بكرا (من الكامل ) :