ثم فرّ جسّاس هاربا الى الشام الا انه ادركه بعض بني تغلب فقتله كما سيأتي مفصّلا في ترجمته ، فلما قتل جسّاس ارسل ابوه مرّة الى المهلهل : انك قد ادركت ثارك وقتلت جسّاسا فاكفف عن الحرب ودع اللجاج والاسراف وأصلح ذات البين فهو أصلح للحيين وانكأ لعدوّهم . فلم يجب الى ذلك . وكان للحرث بن عباد قد اعتزل الحرب ولم يشهدها فلما قتل جساس وهمام ابنا مرة حمل ابنه بجيرا وقيل هو ابن عمرو بن عباد أخي الحرث بن عباد فلما حمله على الناقة كتب معه الى مهلهل : انك قد أسرفت في القتل وأدركت ثارك سوى ما قتلت من بكر وقد ارسلت ابني اليك فإمّا قتلته باخيك وأصلحت بين الحيين وإمّا أطلقتـه وأصلحت ذات البين فقد مضى من الحيين في هذه الحروب من كان بقاؤه خيرا لنا ولكم فاتى بجير مهلهلا وهو في قومه فقال له : خالي يقرأك السلام . فقال له : من خالك ياغلام ونزا نحوه بالرمح. فقال له امرؤ القيس بن أبان التغلبيّ : مهلا يامهلهل فان أهل بيت هذا قد اعتزلوا حربنا ووالله لئن قتلته ليقتلنّ به رجل لا يسأل عن خاله(١) . فلم يلتفت مهلهل الى قوله وشد عليه فقتله وقال : بؤ بشسع نعل كليب . فقال الغلام : ان رضيت بنو تغلب رضيت . فقتله المهلهل وقال في هذه المواقع ( من الطويل ) :
(۱) ويروى : لا يأل عن حاله (۲) هو واد بنجد ويروى : بذي جشم (۳) ويروى : يبكي من