وجلوا الاسنّة وشحذوا السيوف وقوّموا الرماح . وكان همّام اخو جساس آخى المهلهل وكان ينادمه في ذلك الوقت فبعث جساس الى همام جارية لهم تخبره الخبر . فانتهت اليهما وأشارت الى همام فقام اليها فاخبرته . فقال له مهلهل : ما قالت لك الجارية . وكان بينهما عهد ان لا يكتم أحدهما صاحبه شيئا . فذكر له ما قالت الجـارية وأحب ان يعلمه ذلك في مداعبة وهزل ، فقال له مهلهل : يد اخيك اقصر من ذلك ، فاقبلا على شربهما. فقال له مهلهل : اشرب فاليوم خمر وغدا امر. فشرب همام وهو حذر خائف ، فلما سكر مهلهل عاد همام الى اهله فساروا من ساعتهم الى جماعة قومهم وظهر أمر كليب قذهبوا اليه فدفنوه . فلمّا دفن شقت الجيوب وخمشت الوجوه وخرجت الابكار وذوات الخدور العواتق اليه . وتمام هذا الخبر في ترجمة المهلهل . وكان قتل كليب سنة ٤٩٤ م .وكان شاعرا الّا انّ شعره قليل مرّ شي منه ويروى له ايضا قوله يفتخر ويذكر رئاسته على نزار ووقعة السّلان ( من الوافر ) :
وله ايضا قوله يذكر وقعة خزاز ( من الطويل )