ثم عاد الفريقان الى القتال وقامت الحرب على ساق وقتل قوم من سواد طيّ وسدوس وبني ربيعة من جملتهم ظليل بن الروحان اخو البرّاق فقال يرثيه ( من البسيط ) :
وفيها يقول منذرا بني قضاعة :
ثم برز بين الصفين ونادى ببراز مصعب بن عمرو بن لهيم خاله وحمل عليه حملة منكرة فارداه قتيلا ثم اقتتل القوم يومهم قتالا شديدا الى ان حجر بينهم الليـل . ثم اجتمعوا ثانية والتقوا بدومة وهي على حدود بلاد انمار وطالت بينهم الحرب تارة لقوم البراق واخرى عليهم الى ان اظفره الله باعدائه وامتلأت ايديه من الغنائم وانقادت اليه قبائل العرب . ومن مآثره الحميدة في تلك الحروب انه فك اسرى قومه واسترجع الظعائن وكانت من جملتهن لیلی فاصطلحت بعد ذلك القبائل واقرّوا للبرّاق بالفضل والشرف الرفيع . اما عمرو بن ذي صهبان فانه أرسل الى لكيز يستنجز وعده في امر ابنته ليـلى فلم ير بدّا من اجابة دعواه الا ان ملك فارس حال دون مرامه فطلب ليلى من عمرو بن ذي صهبان وارسل فرسانا سبوهـا في طريقها وحملوها الى فارس مرغمة . فنما خبرها الى البرّاق ورجع لكيز يستنصر بقومه فحشد البرّاق الفرسان وسار الى فارس ولم يزل يكد ويسعى حينا بالقتال وآخر بالكيد حتى خلصها من يد مغتصبيها واعادها الى ديار ربيعة فاثنى عليه آله جميـلا وتزوج البرّاق بليلى وتولى البرّاق رئاسة قومه زمانا فاعطی وکسی وقرى وصـارت ربيعة بحسن تدبيره أوسع العرب خيرا لما حازوه من الغنائم ، توفي البرّاق نحو سنة ٤٧٠م. اما شعره الكثير روى منه صاحب جمهرة العرب والرواة قسما فمن ذلك قوله يحرض بني وائل على حرب الفرس ( من البسيط ) :