اسرت عنزة حاتما فجعل نساء عنزة يدارين بعيرا ليفصدنة فضعفن عنـه فقلن : يا حاتم افاصده انت ان اطلقنا يديك . قال : نعم . فاطلقن احدى يديه فوجأ لبّته فاستدمينه . ثم ان البعير عضد اي لوى عنقه أي خرّ فقلن : ما صنعت ، قال : هكذا فصادي3 فجرت مثلا.
( قال ) فلطمته احداهن . فقال : ما انتنّ نساء عنزة بكرام. ولا ذوات أحلام. وانّ امرأة منهنّ يقال لها عاجزة اعجبت به فأطلقته ولم ينقموا عليه ما فعـل . فقال حاتم يذكر البعير
الذي قصده ( من الطويل ) :
اقبل ركب من بني اسد ومن قيس يريدون النعمان فلقوا حاتما فقالوا له : انا تركنا قومنا يثنون عليك خيرا وقد ارسلوا رسولا برسالة . قال : وما هي. فأنشده الاسديّون شعرا لعبيد ولبشر يمدحانه وانشد القيسيون شعرا للنابغة . فلما انشدوه قالوا : انا نستحيي ان نسألك شيئا وان لنا لحاجة . قال : وما هي . قالوا : صاحب لنا قد ارجل . فقال حاتم : خذوا فرسي هذه فاحملوا عليها صاحبكم. فاخذوها وربطت الجارية فلوها بثوبها فأفلت فاتبعته الجارية . فقال حاتم : ما تبعكم من شيء فهو لكم . فذهبوا بالفرس والفلو والجارية . وانهم وردوا على ابي حاتم فعرف الفرس والفلو فقال : ما هذا معكم . فقالوا : مررنا بغلام كريم فسألناه فأعطى الجسيم
( قال ) وكنا عند معاوية فتذاكرنا الجود فقال رجل من القوم : أجود النّاس حيّا وميتا حاتم . فقال معاوية : وكيف ذلك فان الرجل من قريش ليعطي في المجلس ما لم يملكـه حاتم قط ولا قومه . فقال : اخبرك يا امير المؤمنين ان نفرا من بني أسـد مروا بقبر حاتم فقالوا : لنبخلنّه ولنخبرنّ العرب انا نزلنا بحاتم فلم يقرنا . فجعلوا ينادون : يا حاتم ألا تقري اضيافك . وكان رئيس القوم رجلاً يقال له أبو الخيبري فاذا هو بصوت ينادي في جوف الليل: