انتقل إلى المحتوى

صفحة:قولي في المرأة -مصطفى صبري.djvu/9

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

مصطفى صبري

9

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد الله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين .

أما بعد ، فقد كانت مسألة المرأة قبل زمان غير بعيد أعظم فارق بين الشرق والغرب والإسلام وغيره في المجتمع ، حتى أنه لم يكن يخطر بالبال أن يجد الغرب في مرأته المكشوفة مقلداً من الشرق المسلم المشهور بغيرته على نسائه مها قلد في غيرها ، لكن الأسف أن غيرته على نسائه زالت مع غيرته على إسلامه ، وربما كان زوال الأولى جزاء من الله تعالى في الدنيا على زوال الثانية.

ثم إن من نظر إلى مظاهر الغرب يحسب أهله يعبدون المرأة ويجلونها بهذا الحد ، ومن هذه المظاهر اعتبرت المرأة الشرقية مقهورة منكودة الحظ ، لكن الحقيقة أن الغربيين ومقلدتهم منا يعبدون هوى أنفسهم في عبادة المرأة ،وما إجلال الرجل العصري المرأة وتقديمه إياها على نفسه إلا نوعاً من الضحك على ذقنها لمخادعتها وجعلها أداة اللهو واللعب ، كما أن إخراجها من خدورهاوستورها معناه إنزالها من عرشها المنبع الى أسواق الابتذال ، حتى إن اشتراكها في أعمال الرجال الذي هو معدود من انتصارها وفوزها بالحقوق التي تخولها إياها مساواتها المدعى لها بالرجل ، ما هو إلا احتمالها لأعباء الحياة القاسية التي لم يقم رجال الشرق بها بعد حق القيام فضلا عن نسائه ، مع أن احتمالها لتلك الأعباء