انتقل إلى المحتوى

صفحة:قولي في المرأة -مصطفى صبري.djvu/12

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
١٢
( قولي في المرأة )

مبدأ تعدد الزوجات

معلوم أن مسألة المرأة لا زالت أعظم المسائل الاجتماعية في الأعصر الحديثة ، وأكبر ما تفترق به الحضارة الغربية عن حضارة الإسلام ؛ ولا زال تعدد الزوجات أول ما ينتقد به الإسلام ، وأشهر نواحي الضعف الذي يلتاث به نظر الغربيين ومن ينظرون الأمور بمنظارهم من المسلمين ؛ حتى إذا عن لبعضهم الاعتذار عن حكم دينهم فيه ، كانت غاية ما يتمسك به أن تعدد الزوجات ليس بضروري في الإسلام ، وأن جوازه محاط بشروط تجعله مستحيل الوقوع ويفوته أن الاعتراف بجواز تعدد الزوجات مبدئياً ضروري للمسلم ، وأن شروطه لا تجعله مستحيلا ، وإلا كان تشريعه عبثاً ولغواً ، وكان فعل الصحابة العاملين به معدوداً من طلب المستحيل .

وقد كنت أشبعت الكلام عن هذه المسألة في كتابي الذي ألفته قبل ثلاث عشرة سنة باللغة التركية ، ولما كان البحث والنظر فيها من بعض الكاتبين مستأنفاً في الأيام الأخيرة على صفحات بعض الجرائد ، أردت أن أقول قولي فيه .

إن ما يرمي إليه الإسلام في معاملة النكاح والزواج هو النسل وقضاء الحاجة البشرية إلى المناسبات الجنسية بشكل مشروع . ولا يبتعد الأديان وقوانين الحضارة في مرماها عن هاتين الغايتين ، فيفهم أن الدين والعقل مجمعان على مراجعة الشكل المشروع في المناسبات بدلا من غير مشروعها ، ومتى دعت حاجة أي رجل إلى الاقتران بأية امرأة فلا سبيل إليه عند العقل والنقل إلا سبيله المشروع ، أي : الزواج . وما دام في الدنيا رجل لا يكتفي بما عنده من زوجة وحيدة ويبحث بعينه ورٍجلٍه عمن عداها ، فالاعتراف بمبدأ تعدد الزوجات