انتقل إلى المحتوى

صفحة:عبقرية عمر (المكتبة العصرية).pdf/237

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

-۲۳-

ده المسلمين } فلما قال الطبيب مقالته أخذ في تدبير المهم من شؤون الدولة وأولها الخلافة ، فجعلها شوري ليستقر بها القرار ما استطيع اقراره ، ونجا بأهله منها وهو يقول : « ... اما لقد جهدت نفسي وحرمت أهلى ، وان نجوت كنافا لا وزر ولا اجر اني لسعيد » وهو في هذا كله لا يخالف دیدنه " من صراحة ولا يكتم طبيعة أهل الفناء من حي الحياة ، ولا يخفى و أن للحياة لنصيبا من القلب وان للموت لكرية !» ولكنها لم تمنعه قط أن يعطي الحق حيث وجب للموت او للحياة فلما فرغ من شؤون الدولة نظر في أمر دينه فأبى أن يدفن قبل أن يضمن سداده ، وأقبل يطمئن الى مضجعه في جوار صاحبيه وقد فرغ من حقوق الدنيا. فدعا بابنه عبد الله ينطلق الى عائشة أم المؤمنين ويقرئها منه السلام ... ونهاه أن يسميه عندها أمير المؤمنين ، لأنه ليس اليوم للمؤمنين أميرا ... ثم يستأذنها أن يدفن إلى جوار صاحبيه ، یعنی النبي عليه السلام وخليفته الصديق ووجدها عبد الله تبکی فسلم عليها ، واستأذنها فأذنت وقالت : كنت أريده لنفسي ، ولاوثرنه به اليوم على نفسي ! .. فلم يكفه هذا حتى يستوثق كل الاستيثاق من رضاها ، فعاد يخاطب ابنه : « يا عبد الله بن عمر ! .. انظر ، فاذا أنا قبضت فاحملوني على سريري ثم قف على الباب . فقل : يستأذن عمر بن الخطاب ، فان أذلت الي فأدخلني ، وان ردتني فردني الى مقابر المسلمين ، فاني أخشى أن يكون اذنها لي لمكان السلطان » قال شهود دفنه : « فلما حمل ، فكان المسلمين لم تصبهم مصيبة إلا وفارق الدنيا أعدل العادلين وهو مظلوم أو متهم بظلم ، فما دلها شيء على عظم فضله ولا عظم الحاجة الى العدل فيها كما دلها هذا الختام . . 6 يومئذ » .. (1) الداب والعادة • (۲) الشدة • (۳) أي يتأكد • .